أقدم الأسترالي برينتون تارانت على ارتكاب مجزرة بحق مصلين في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا يوم الجمعة 15 ذار\مارس 2019 على أنغام الموسيقى وبث جريمته على الفيسبوك.
قال الإرهابي ذو الجنسية الأسترالية “دعونا نبدأ هذه الحفلة” ثم بدأ بإطلاق النار والتصوير لما يزيد عن 15 دقيقة مع البث المباشر عبر فيسبوك، كان خلالها يطارد المصلين المذعورين ببندقيته الآلية مستخدماً عدة خزائن ذخيرة، بينما يستمع للموسيقا ويتجول دون أدنى قلق في رحاب المسجد مرتدياً زياً عسكرياً مع دروع واقية وخوذة.
تارانت المعتنق لمبادئ اليمين المتطرف المعادية للمهاجرين، يبلغ من العمر 28 عاماً، وينتمي للطبقة العاملة ولأسرة فقيرة، بحسب ما كتبه عن نفسه في بيان مطول من 73 صفحة “أنا رجل أبيض من الطبقة العاملة لكنني قررت أن اتخذ موقفا لضمان مستقبل لشعبي”.
وشرح القاتل في بيانه الذي جاء بعنوان “البديل العظيم” أسباب ارتكابه لهذه المذبحة، مشيرا إلى التزايد الكبير لعدد المهاجرين الذين اعتبرهم محتلين وغزاة، كما فسر سبب اختياره لهذا المسجد تحديدا، وهو أن عدد رواده كثيرون.
ويقول “إن أرضنا لن تكون يوما للمهاجرين. وهذا الوطن الذي كان للرجال البيض سيظل كذلك ولن يستطيعوا يوما استبدال شعبنا”.
وزعم أن ارتكاب المذبحة جاء “لانتقم لمئات آلاف القتلى الذين سقطوا بسبب الغزاة في الأراضي الأوروبية على مدى التاريخ.. ولأنتقم لآلاف المستعبدين من الأوروبيين الذين أخذوا من أراضيهم ليستعبدهم المسلمون”.
من ألهم الإرهابي؟
يقول تارانت إنه استوحى هجومه من أندرس بيهرينغ بريفيك مرتكب هجمات النرويج عام 2011، كما زعم أن جريمته هذه تأتي أيضا انتقاما لهجوم بالسويد في أبريل/نيسان 2017 وأودى بحياة فتاة صغيرة من بين ضحاياه. وقال أيضًا إنه تأثر بكانديس أوينز، وهي ناشطة مؤيدة بشدة لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
ويضيف أن الفترة ما بين أبريل/نيسان 2017 ومايو/أيار من العام نفسه غيرت وجهة نظره بشكل كبير، وبعد هجوم ستوكهولم في 7 أبريل/نيسان 2017 “لم يعد بإمكاني أن أدير ظهري للعنف.. كان هناك شيء مختلف هذه المرة”.
وقال إنه كان يعتزم في البداية استهداف مسجد في دنيدن، وهي مدينة في جنوب البلاد لكنه تحول إلى مسجد النور لأن الكثير من “الغزاة” يرتادونه بحسب وصفه.
ورغم أنه وصف جريمته بالعمل الإرهابي إلا أنه اعتبرها “عملا متحيزا ضد قوة محتلة”. وأضاف أنه لم يخطط قط لارتكاب هذه المذبحة في نيوزيلندا، لكنه سرعان ما اكتشف أنها بيئة مستهدفة من قبل المهاجرين مثل أي مكان في الغرب.. كما أنه “من شأن أي هجوم في نيوزيلندا أن يلفت الانتباه إلى حقيقة الاعتداء على حضارتنا”.
وعرف تارانت نفسه قائلا “مررت بطفولة عادية بلا مشاكل كبيرة.. كان لدي اهتمام قليل بالتعليم خلال الدراسة.. لم ارتد الجامعة لأنني لا أرى فيها شيئا يستحق الدراسة”.
نشأ السفاح في غرافتون، وهي بلدة صغيرة بشمال نيو ساوث ويلز بأستراليا، والتحق بمدرسة ثانوية محلية، ثم عمل مدربا شخصيا في مركز للإسكواش واللياقة البدنية عام 2010.
وقالت امرأة تعرف تارانت من صالة للألعاب الرياضية إنه كان يتبع نظامًا غذائيًا صارمًا وكان يكرس جل وقته للتمرين وتدريب الآخرين.
وأضافت أنها لم تتحدث إليه أو تسمعه يتحدث عن معتقداته السياسية أو الدينية، ولم يبد لها كرجل له أي اهتمام بوجهات النظر المتطرفة.
المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية