عبد الرزاق حمدون*
يقول يوهان كرويف “ لو أنّ تشافي ليس في يومه، فاعلم أن برشلونة سيفقد نصف قوته على الأقل، إنّه من يضبط الإيقاع”، كلام من أحد عباقرة كرة القدم وأحد الثورجيين عن واحدٍ من أفضل لاعبي وسط الميدان عبر تاريخ هذه اللعبة تشافي هيرنانديز.
نبقى مع كرويف صاحب مقولة: “لعب كرة القدم أمر في غاية السهولة، لكن لعب الكرة البسيطة أصعب ما في الأمر”، الأسلوب هذا اختصت به أكاديمية برشلونة التي خرّجت لاعبين كثُر أبرزهم المهندس الكروي تشافي هيرنانديز يستطيع تطبيق كلام كرويف حرفياً، إذا أردت أن تسرّع رتم المباراة عليك المرور بتشافي، برشلونة متقدم وتريد أن تقتل اللقاء مرر الكرة لتشافي، يقول ميسي عنه: “يجعل الأمور تبدو سهلة للغاية”.
هو أشبه بمهندس أو أستاذ رياضيات يرى الملعب من منظوره القائم على زوايا خاصّة، يقسّم الملعب كأنه في حصة تدريبية لتمرين هجومي أو دفاعي وميسي وصف قدرته على تحديده زوايا خاصة للتمرير والتي تضع المهاجم في وضع مناسب للتسجيل، قادر على دراسة أكثر من حركة في آنٍ واحد يبدأ بنفسه مروراً بزميله انتهاءاً بالخصم، يقول أسطورة مانشستر يونايتد رايان غيغز عنه: “كأنه لاعب شطرنج الذي يفكربخطوتين أو ثلاثة بشكل مسبق”.
في وسط برشلونة لا تسأل من يمرر فهناك ماركة مسجلّة بإسم زرقاء اليمامة، هو لقب أطلقه عليه الكثيرمن المعلقين نسبةً لنظرته الثاقبة في الملعب، قادر على كسر خطوط أي خصم بتمريرة واحدة يعجز المدافعين عن فهمها ويكتفوا بالفرجة عليها، تبقى على بعد لمسة الهدف من أي مهاجم، يسهل عمل المجموعة وتحركاتهم لأن الكرة ستصل لهم بالمقاس، كأن بين قدميه عدّة مهندس معماري يقوم بالتخطيط والتمرير بدون الاستعانة بتلك الأدوات، يحوّل وسط الملعب إلى مكتب هندسي ومرسم خاص به لا يراه إلا هو.
تشافي لاعب تفاصيل صغيرة لذا لا تشعر بأثره الكبير كما كان ميسي وبعده انييستا، لكن لو بحثت عن أدق التفاصيل ستعلم أن تشافي كان يستحق كرة ذهبية بمسيرته الحافلة بالألقاب، تشافي قرر أن يبتعد عن الملاعب مؤخراً لكنه حدد موعداً لعودته كـ مدرب هو المنتظر في كتالونيا صاحب شهادة الهندسة من أكاديمية اللاماسيا سيعود للكامب نو من بوّابة التدريب كما وصفه زملائه في فيلم Take the ball pass the ball شخصيته القيادية تتنبأ بمستقبل تدريبي مزهر لأحد أهم مهندسي كرة القدم على الإطلاق.
*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
إقرأ/ي أيضاً للكاتب: