لم يطرح سابقاً أي معلومات عن تأثير فيروس كورونا على الدماغ، حتى أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أعراضاً جديدة للإصابة تتعلق بالجهاز العصبي وخصوصاً الدماغ.
ويتبدى تأثير فيروس كورونا على الدماغ من خلال أعراض ظهرت على مجموعة صغيرة من مرضى الفيروس، وبحسب الصحيفة فإن “من بين الأعراض الجديدة لكورونا، الاضطرابات العصبية والسكتات والنوبات الدماغية”. كما أن “أطباء الأعصاب حول العالم يعتقدون أن هناك مجموعة فرعية صغيرة من المرضى باتوا يعانون اعتلالات في الدماغ”.
واستشهدت الصحيفة بحالة رجل يبلغ من العمر 74 عاما، وصل إلى مستشفى في ولاية فلوريدا وكان يعاني الحمى والسعال، وذلك في مطلع مارس الماضي. وأظهر فحص الأشعة السينية أن المريض يعاني الالتهاب الرئوي الحاد، لكن الأطباء لم يروا حاجة في احتجازه بالمستشفى وأمروه بالعودة إلى منزله.
وفي اليوم التالي اعتلت صحته وارتفعت درجة حرارته بشدة، فأعاده أفراد عائلته إلى المستشفى، وهناك كان يعاني ضيقا في التنفس ولم يعد قادرا على نطق اسمه أو شرح ما حدثه معه.
وأضافت الصحيفة: “فقد القدرة على الكلام، وكان يعاني أعراض مرض باركنسنون (الشلل الرعاش) ويحرك أطرافه بشكل متشنج، وبعدما اشتبه الأطباء بإصابته بفيروس كورونا، جرى إخضاعه لفحص أكد الأمر”. ومن هنا ربط الأطباء بين الفيروس وأعراض اضطراب الجهاز العصبي، التي باتت واضحة للغاية على الرجل المسن.
وقبل يومين، أبلغ الأطباء في ولاية ميتشيغان عن حالة مثيرة للقلق، لعاملة في قطاع الطيران في أواخر الخمسينيات من عمرها. وقال الأطباء إنها تعاني اضطرابات عصبية وتشكو صداعا حادا، وبالكاد استطاعت نطق اسمها وكلمات قليلة أخرى، وقلت نسبة استجابتها للمؤثرات الخارجية مع مرور الوقت.
وبعدما أجرى الأطباء مسحا لدماغها تبين وجود تورم غير طبيعي والتهابات في مناطق عدة به، وفي بعض المناطق ماتت خلايا دماغية. وتوصل الأطباء إلى أن المريضة تعاني التهاب الدماغ الناخر الحاد، وهو التهاب ينجم عن إصابة الجسم بفيروس، ويعتبر واحدا من المضاعفات النادرة للإنفلونزا والالتهابات الفيروسية الأخرى.
وقالت الاختصاصية في طب الأعصاب إليسا فوري، إن هذه الحالات تشير إلى تأثير فيروس كورونا على الدماغ حيث يمكنه أن يغزو الدماغ مباشرة لدى بعض مصابيه، لكن ذلك في حالات نادرة.
وتتفق الحالات المبلغ عنها لاعتلالات الدماغ في الولايات المتحدة مع تقارير أخرى قدمها أطباء في إيطاليا وأنحاء أخرى حول العالم، مثل السكتات والالتهابات في هذا المكان الحساس من الجسم.
وفي بعض الحالات، كان المرضى يعانون الهذيان حتى قبل الإصابة بالحمى ومضاعفات الجهاز التنفسي، بحسب ما يقول الطبيب الإيطالي إليساندور بادوفاني، الذي افتتح مستشفاه في جامعة بريشيا وحدة جديدة للمصابين بفيروس كورونا، الذين يعانون أمراضا عصبية.
المصدر. سكاي نيوز
اقرأ/ي أيضاً:
الموت بسبب كورونا.. ما الذي يفعله هذا الفيروس بأعضاء الجسد؟
تقوية المناعة ضد فيروس كورونا.. معلومات ونصائح طبية
رضيع عمره 6 أسابيع.. أصغر ضحايا كورونا في العالم
هل تكتسب أجسامنا مناعة دائمة ضد فيروس كورونا؟