في أعراف الدوري الممتاز بعد انتهاء أي مباراة يتم اختيار أفضل لاعب ويتم تقديم الجائزة من زميل له في الفريق، في لقاء توتنهام ومانشستر سيتي تم اختراق هذه القاعدة بعدما تنازل بيرناردو سيلفا عن جائزته التي يستحقها لزميله الشاب فيل فودين صاحب هدف المباراة.
لقطة سيلفا المتواضعة توقّف عندها الجميع بل سرقت الأضواء عن قمّة ملعب الاتحاد، البرتغالي نجم غوارديولا الأول في هذا الموسم، صاحب أعلى تصويت لأكثر اللاعبين ظُلماً بحسب رأي الجماهير الانكليزية، استفتاء شرح للمتابعين أن كرة القدم لا تعتمد على تسليط الضوء على مهارات وأهداف اللاعب إنما على قدرته على تقديم الفائدة لنفسه ولناديه، تماماً ما يفعله بيرناردو مع مانشستر سيتي هذا الموسم.
من أهم صفاته عدم التزامه بمركز محدد وهذا ما يحبّذه مدربه، تارة نشاهده جناح وفي مرّات لاعب وسط اضافي وصانعاً للعب، يهتم بالمهارات الفردية التي يدعمها بأسلوب جماعي مميز، يلعب على توزيع مجهوده بالشكل المطلوب بين الشقين الهجومي والدفاعي وكلهم لخدمة فريقه وزملائه، سيلفا صنع 7 أهداف وسجّل 6 خلال المباريات التي لعبها هذا الموسم.
أمام توتنهام استحق سيلفا لقب رجل المباراة بامتياز لمس الكرة في 74 مرّة “أكثر لاعب يلمسها في الشق الهجومي”، سدد في 3 مناسبات وصنع أربع فرص للتسجيل وساهم بشكل كبير بهدف المباراة الوحيد، سيلفا بأسلوبه الشامل لا يكتفي بمركزالجناح الهجومي بل يساهم بالجانب الدفاعي وأمام توتنهام قطع الكرة في 5 مناسبات “أفضل رقم في مانشسترسيتي”، البرتغالي قدّم مباراة استثنائية تضاف لسجلّه الذهبي هذا العام.
سيلفا يحب حياة الظل فهو انتقل من نادي موناكو الفرنسي الذي قدّم معه موسم أخير استثنائي دون أن تلتفت له أندية كبيرة ليسرقه الكتالوني بيب غوارديولا إلى فريقه في العام الماضي، ليتحوّل المظلوم إعلامياً إلى واحد من أكثر اللاعبين فائدة لأنديتهم في البريميرليغ وينتقل من مرحلة الظل إلى الأضواء بعد ترشيحه لجائزة لاعب الموسم في الدوري الممتاز.
عبدالرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا