عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
عند قراءتك للعنوان ربما تنفجر من الضحك، فكيف لمدرب فقير في كل شيء أن يتفوّق على مدرب بقيمة كونتي!
في الواقع أن انتر ميلان قدّم شوط أول مثالي عندما بدأه كونتي بطريقة 3-5-2 هجومياً تتحوّل إلى 5-3-2 بالحالة الدفاعية، قابله فالفيردي بـ 4-3-3 المعتادة مع سقوط ميسي للعمق في بعض الأحيان.
في أول ومضة للمباراة أراد بيكيه أن يذكرنا بمشاكل فريقه الدفاعية الأخيرة ليتحوّل للاعب وسط ويترك خلفه مساحة فارغة استغلّها الأرجنتيني لوتارو مارتينيز مسجلاً هدف التقدم للضيوف، بعد الهدف بدأنا نشاهد أشكال الفريقين، الانتر خنق برشلونة بالضغط العالي الذي وصل لمناطق الفريق الكتالوني، ضغط على شكل “مان تو مان” والتركيز أكثر على بوسكيتس والهدف منع وصول الكرة له، وما إن يخرج برشلونة إلى نصف الملعب يعود انتر ميلان بأطرافه ليشكل حائط دفاعي من 5 لاعبين ويغلق الثغرات ويضيق المساحات على لاعبي برشلونة.
لم يكن الانتر مميزاً بدفاعه فقط بل بخروجه بالكرة، تمريرات قصيرة أرضية مع تحركات لاعبيه لاستغلالهم المساحات خلف وسط برشلونة الذي يعمل على الضغط العالي، كونتي أراد إظهار براعته التكتيكية بالشوط الأول وكان له ما أراد.
مع تواضع مستوى بوسكيتس في وسط الميدان قرر فالفيردي إخراجه مع بداية الشوط الثاني، قرار غيّر شكل المباراة، دي يونغ يعود مكان بوسكيتس وفيدال يصبح رابع المهاجمين وثالث لاعبي الوسط ويقوم بملئ الفراغات في الثلث الأخير، وخمس دقائق كانت كافية ليصنع التشيلي هدف برشلونة الأول عبر سواريز، ومع قدوم ديمبيلي السريع بديلاً لـ غريزمان صعّب مهمّة الانتر الدفاعية.
45 دقيقة من الضغط العالي كانت كافية لإرهاق انتر ميلان، ليقرر كونتي إخراج سانشيز المهاجم وإقحام غاليارديني، كونتي أراد التوازن الدفاعي في وسط الميدان على حساب الهجوم، وأن تدافع في الكامب فسوف تدفع ثمن ذلك غالياً، ليأتي الدور على ميسي “الغير جاهز” ويتلاعب بالدفاع ويقدّم كرة لسواريز يراوغ غودين ويسجل هدف الفوز.
إذاً الإجابة على العنوان أصبحت واضحة، تفوّق فالفيردي على كونتي بأخطاء الإيطالي غير المحسوبة ودكّة الإسباني المتنوعة وتألق ميسي المعتاد “10 مراوغات صحيحة، 6 صناعة فرص، صنع الهدف الثاني”.
اقرأ/ي أيضاً:
تيبو كورتوا.. المذنب والضحية في حارس واحد
في ريال مدريد.. أهلاً بكم في حصن زيدان الجديد