غالباً ما تشير الفوانيس إلى بدء شهر رمضان، فهي من أكثر الرموز التي يستخدمها الصائمون للزينة في البيوت وبطاقات المعايدات بقدوم الشهر المبارك. عدا عن احتفالات استقبال الشهر في مصر على وجه الخصوص.
تم تناقل الكثير من القصص لشرح الارتباط ما بين الفانوس وشهر رمضان. وتعود غالبية القصص بأصل هذا الارتباط إلى مصر الفاطمية، في منتصف القرن الرابع هجرياً. وفيما يلي أربع قصص قد تكون إحداها وراء شهرة فانوس رمضان بين المسلمين:
القصة الأولى:
أول من عرف فانوس رمضان هم المصريون، وذلك يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادما من الغرب. وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية. وخرج المصريون في موكب كبير جداً ضم الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلاً، وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه. وهكذا بقيت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان، لتصبح عادةً يلتزم بها كل سنة.. ويتحول الفانوس رمزا للفرحة وتقليداً محبباً في شهر رمضان.
القصة الثانية:
تروي أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.
قصة أخرى عن الفانوس وشهر رمضان:
وتروي هذه القصة أنه خلال العصر الفاطمي، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان، وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا. بهذا الشكل كانت النساء تستمتعن بالخروج وفي نفس الوقت لا يراهن الرجال. وبعد أن أصبح للسيدات حرية الخروج في أي وقت، ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس حيث يحمل الأطفال الفوانيس ويمشون في الشوارع ويغنون.
القصة الرابعة
اعتاد أحد الخلفاء الفاطميين أن يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيؤوا له الطريق. ويحمل كل طفل فانوسه، ثم يقوم الأطفال معاً بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.
والروايات الأربع تؤكد أن الفوانيس ظهرت بشكل عفوي في حدث مرتبط بوقتها وصادف أنه في شهر رمضان، لكن التقليد استمر من وقتها، حيث يحتفل الناس بحمل الفوانيس وتعليقها في الشوارع، والغناء والإنشاد ابتهاجاً بقدوم شهر الصيام.
أياً كان سبب الصلة الوثيقة بين الفانوس وشهر رمضان فإنه يظل رمزاً خاصاً بشهر رمضان لاسيما في مصر. انتقل هذا التقليد من جيل إلى جيل، ويقوم الأطفال الآن بحمل الفوانيس في شهر رمضان والخروج إلى الشوارع وهم يغنون ويؤرجحون الفوانيس.
قبل رمضان ببضعة أيام، يبدأ كل طفل في التطلع لشراء فانوسه، كما أن كثيراً من الناس يعلقون فوانيس كبيرة ملونة في الشوارع وأمام البيوت والشقق وحتى على الشجر.
أصل كلمة فانوس
يعود أصل الكلمة إلى اللغة اليونانية، إذ تُشتق من كلمة إغريقية قديمة “فناس” كانت تُستخدم لوصف إحدى الأدوات التي تُستخدم فى إضاءة الشوارع، وكانت هذه الفوانيس تُصنع من المعدن، وتطورت وأصبحت تُصنع من النحاس؛ لسهولة النقش عليه وتزيينه.
الفانوس عُرف عند العرب باسم “النمام”، وفقاً لما ذكره الفيروز آبادي في كتابه “القاموس المحيط”، وكما يبدو فإن إطلاق هذا الاسم عليه يرجع إلى استخدام البعض له ليلاً بغرض التلصص.
اقرأ/ي أيضاً:
أول أيام رمضان 2020.. لهذا السبب ستتفق كل الدول العربية حوله!
الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان حول العالم في زمن كورونا
شعائر رمضان والوقاية من كورونا: توصيات من هيئة كبار العلماء في السعودية