بيّن تقريرٌ صادر عن الأمم المتحدة ونشرته الغارديان البريطانية أن التهديد الأكبر لمواقع التراث الأشهر في العالم ناتج عن التغير المناخي.
حيث درس الباحثون واحدًا وثلاثين موقعاً من مواقع التراث العالمي الطبيعية والثقافية في 29 دولة بين الدول المُعرضة لنواتج تغير المناخ مثل: ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الأنهار الجليدية، وارتفاع منسوب مياه البحار، وزيادة مخاطر الفيضانات، زيادة ضراوة العواصف، وتفاقم الجفاف، وزيادة مدة مواسم حرائق الغابات. كما يعتقدون أن هذا العدد لا يُمثل إلا قمة جبل الثلج.
وخلُصت الدراسة التي أجراها اتحاد العلماء المهتمين (UCS)، مع مؤسسة اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إلى أن “هناك حاجة ملحة وواضحة” للحد من ارتفاع درجات الحرارة لحماية مواقع التراث الرئيسي.
ومن المواقع المعرضة للتهديد: جزر جالاباجوس، حيث وضع تشارلز داروين بذور نظريته الشهيرة عن التطور، بالإضافة للعديد من مواقع الآثار والعجائب الطبيعية بداية من ميناء قرطاجنة في كولومبيا حتى حديقة شيريتوكو الوطنية في اليابان تحت التهديد.
تمثال الحرية في نيويورك أيضًا معرض للخطر من ارتفاع مستوى البحر والعواصف.
ستونهنغ، دائرة التماثيل الحجرية التي يبلغ عمرها 5000 عام التي لا يزال غرضها الأصلي غامضاً، يقع تحت تهديد الفيضانات المحلية.
بعض التماثيل بجزيرة الفصح مُعرضة لخطر الضياع في البحر بسبب تآكل السواحل. والشعاب المرجانية ابيضّ لونها بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
بالإضافة للتهديد الواقع على الحياة البرية في المناطق المتضررة، وكذلك السياحة، التي تعتبر مصدراً هاماً للدخل ما يساعد على الحفاظ على العديد من هذه المواقع، مثل حديقة بويندي الوطنية المنيعة بأوغندا، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤثر على بيئة الغوريلا الجبلية المهددة بالانقراض.
قال العلماء المشاركون في التقرير إن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بحيث لا يزيد ارتفاع درجة الحرارة على درجتين سيلزيوس أمر ضروري للغاية. ويعتبر العلماء هذا الرقم بمثابة الحد الآمن الذي إذا تخطيناه فستكون الآثار مُدمرة وغير قابلة للإصلاح. اتفقت الحكومات في مؤتمر المناخ التاريخي في ديسمبر/كانون الأول الماضي على أنها ستخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى المستوى المطلوب لمنع ارتفاع درجات الحرارة زيادة على الحد الآمن.
وأوضح آدم ماركهام، المعد الرئيسي لهذا التقرير: “ليس هناك تهديد آخر -غير تغير المناخ- له نفس التأثير على العديد من مواقع التراث العالمي، ولديه قدرة كبيرة على إحداث الدمار”.
ودون إجراءات قوية من المحتمل أن تتحمل العديد من المناطق فواتير ضخمة لحماية كنوزها. فعلى سبيل المثال، من المرجح أن يتكلف سور دفاعي يتم بناؤه حول مدينة البندقية لحمايتها أكثر من 6 مليارات دولار. كما قامت مجموعات بحثية أخرى بدراسة أماكن التراث المُعرضة للخطر. ففي الشهر الماضي، وجدت مؤسسة الصندوق العالمي للطبيعة أن نصف المواقع الأكثر قيمة في العالم معرضة لخطر تعدي التنمية البشرية عليها.
هافينغتون بوست.
اقرأ أيضاً