أظهرت دراسات جديدة حقيقة مشاعر النساء تجاه شعر الوجه. من أبطال الأفلام إلى نجوم الروك والرياضيين، لطالما تباهى الرجال حول العالم بلحاهم منذ القِدَم، وطالما كان للحية دلالات مختلفة دينيًّا واقتصاديًّا، ودلالات مرتبطة بالمناخ وأخرى ثقافية.
وبصرف النظر عن التاريخ، ما زال البعض يقفز إلى استنتاجات قد تكون مغلوطة فيما يتعلق باللحى والصلة بين اللحية والجاذبية. على كل، فعلى المتحمسين للخلاف حول مصداقية الأحكام المسبقة أن يعلموا أن الصورة النمطية قد لا تكون صحيحة دائمًا.
أحتفظ بلحيتي أم أحلقها؟ سؤال قد يكون مُحيرًا لبعض الرجال. يرتبط هذا الأمر باعتبارات عملية، مثل سماتك الشخصية، وبيئة عملك، ورأي زوجتك أيضًا! لا يفصل بين الملتحي وبين تغيير صورته كليًّا إلا شفرة الحلاقة، التي يتجنبها الكثيرون مستفيدين بالكامل من موضة اللحى.
إطلاق اللحية والجاذبية لدى الرجال
وجدت دراسة حديثة أن كثير من النساء يعتبرن إطلاق اللحى عاملًا مرتبطًا بالجاذبية والمهابة الاجتماعية والجسدية.
شملت الدراسة التي أُجريت في جامعة كوينزلاند 919 امرأة أمريكية تراوحت أعمارهن بين 18 و70 عامًا، قيَّمن صورًا لرجال في مراحل مختلفة من طول اللحى. تفحصت النساء صورًا لرجال غير ملتحين، وآخرين ملتحين، وصورًا مُعدلة ببرنامج الفوتوشوب لتبدو ملامح الشخص أكثر أنوثةً أو رجولة.
قُيمت جاذبية الرجل استنادًا إلى مدى رغبة النساء في إقامة علاقة قصيرة أو طويلة الأجل معه.
أظهرت النتائج ارتباطًا بين اللحى وجاذبية الرجل. تجد النساء الرجل ذو الملامح الأكثر رجولةً أكثر جاذبية، وتبدي استعدادًا للدخول في علاقة طويلة الأمد معه.
أشار الباحثون إلى أن سبب تفضيل النساء لملامح الوجه الخشنة هو دلالتها على السيادة الاجتماعية والقوة البدنية، إذ تعزز اللحية من الهيئة الرجولية، وقد تخفي عيوبًا بالوجه أيضًا.
فيما يتعلق بمفهوم الذكورة، يرى الباحثون وجود صلة وثيقة بين ملامح الوجه الخشنة والقوة الجسدية، والقدرة على النزال، والنشاط الاجتماعي. تشير التجربة إلى ارتباط خشونة الملامح بالمكانة الاجتماعية. لاحظ الباحثون اعتماد بعض النساء على ملامح الذكورة عاملًا محددًا لإمكانية التزاوج، إذ ترتبط بقوة الرجل وصحته الحسنة. وبالتالي فإن الصلة بين اللحية والجاذبية الجنسية تبدو وثيقة.
استشهدت الدراسة ببحث سابق يربط بين اعتداد الرجال الملتحين بأنفسهم وشعورهم برجولتهم، وبين امتلاكهم لمعدل أعلى من التستوستيرون، وارتباط ذلك بمستوى أعلى من القوة الاجتماعية. وكانت أفكار هؤلاء الرجال أكثر نمطيةً من سواهم فيما يخص العلاقات متباينة الجنس.
لكن لم تُعجَب كل النساء في الدراسة بالوجوه الملتحية. أظهرت الدراسة أن بعض النساء نفرن من شعر اللحية لتخوفهن من الطفيليات الجلدية. إذ يرى بعض الناس أن اللحى الطويلة تتنافى مع النظافة الشخصية، لذلك كانت اللحية الطويلة في رأي هؤلاء السيدات دليلًا على إهمال النظافة الشخصية. وعلى النقيض، ربما كان من أسباب إعجاب الفريق الآخر من النساء بالرجال الملتحين، أنهن ربما عددن اللحية دليلًا على الصحة الجيدة.
تضمنت الدراسة أيضًا جوانب نفسية تخص الجانب الأخلاقي. كانت النساء اللائي شعرن بما أسماه الباحثون النفور الأخلاقي moral disgust أكثر تفضيلًا للحى. ذكر الباحثون: «ازداد احتمال اختيار النساء اللائي شعرن بالنفور الأخلاقي للرجال الملتحين، يعني ذلك ارتباط اللحى بالاتجاه المحافظ على التقاليد فيما يخص الرجولة والعلاقات مغايرة الجنس».
وجد الباحثون أن النساء الراغبات في التناسل لا يفضلن الرجال الملتحين عند أخذ العلاقات طويلة الأمد بعين الاعتبار. ومع ذلك فعند تضمين الحالة الاجتماعية للنساء في البحث، ظهر تفضيل النساء الراغبات في الإنجاب، سواءً العازبات والمتزوجات، للرجل الملتحي، مقارنةً بمن لا يردن الإنجاب.
توضح النتائج ارتباط تفضيل الرجل الحليق بالطموح الإنجابي عند العازبات، على عكس المتزوجات اللائي لا يردن الإنجاب.
تظهر الدراسة وجود عوامل متعددة تؤثر على تطور العلاقات، بما في ذلك السمات الشخصية لطرفي العلاقة. ومن المدهش حكم المرأة على الرجل استنادًا إلى مجرد امتلاكه لحية. بصرف النظر عن كونها اتباعًا للتقاليد أم لصيحات الموضة. إن إطلاقك لحيتك أو حلاقتها كان وما زال قرارًا ذا تبعات.
المصدر. موقع أنا أصدق العلم، للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا
اقرأ/ي أيضاً:
التدخل في الحياة الجنسية للآخرين.. ما السبب الحقيقي الذي يدفعك لذلك؟
إنه نضال وليس احتفال „Es ist keine Party, es ist ein Kampf“
5 مراحل للحب… والثالثة حيث تواجه العلاقات تحديها الأكبر
سلسلة في الجنس وعن الجنس بدون تابوهات 10: أزمة الذكورة الجنسية وتفاعلاتها الجنسانية الاجتماعية – الجزء الثاني