ذكرت صحيفة “زود دويتشه تسايتونج” الألمانية الصادرة اليوم الجمعة أن صينياً ادعى أنه رجل أعمال راسل تحت اسم “جاسون وانج” نائباً في البرلمان الألماني عن التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، في صيف عام 2016، وأشاد بخبرته في السياسة الخارجية.
وبحسب تقرير الصحيفة، ترك الصيني انطباعاً جاداً لدى النائب الألماني، حيث بدا في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطاً بعدد من الساسة الألمان والباحثين المرموقين، ما دفع النائب الألماني للدخول في مراسلات معه.
وذكرت الصحيفة أن الصيني عرض على النائب الألماني تقديم مواد تحليلية له تعلقت في بداية الأمر بمجال السياسة الخارجية مقابل 30 ألف يورو، مضيفة أن الموضوعات التحليلة التي طُلبت من النائب البرلماني تطرقت بعد ذلك تدريجياً لقضاياً شائكة في تفاصيل السياسة الداخلية الألمانية.
وبحسب تقرير الصحيفة، تدخلت سلطات مكافحة التجسس في ألمانيا في الوقت المناسب، وقبل تدفق الأموال إلى النائب البرلماني، حيث تواصل معه المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية)، وأخبره بطبيعة هذه الاتصالات.
وذكرت الصحيفة، استناداً إلى مصادر مطلعة على هذه الواقعة، أن النائب أصيب بصدمة عندما علم بحقيقة المدعو “جاسون وانج”.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن وزارة الأمن الوطني الصينية تتخفى خلف شخصية “جاسون وانج”، حيث فتحت السلطات المختصة هناك ما لا يقل عن 500 حساب وهمي على شبكة “لينكد إن” لتواصل المهنيين عبر الإنترنت، بغرض تجنيد مسؤولين ألمان عبرها.
وذكرت الصحيفة أن صور الشخصية الموضوعة على هذه الحسابات تخص في الواقع ممثلين أو عارضين أزياء آسيويين، لا يعلمون في الغالب بأمر هذه الحسابات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر الوحيد الذي لم يكذب فيه الجواسيس الصينيون بشأن هذه الحسابات هو جنسيتهم، حيث يعرفّون أنفسهم بأنهم صينيون. وتفسر السلطات الألمانية ذلك بأن الجواسيس الصينيين يسعون في النهاية إلى عقد لقاءات شخصية مع الألمان الذين يتواصلون معهم، ويحثونهم على السفر إلى الصين، حيث تتوافر لديهم هناك كافة الإمكانيات لزرع فيروسات في هواتفهم الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور هانز-جيورج ماسن، قوله إن التجسس السياسي الصيني صار أقوى في الوقت الراهن، محذرا من محاولة واسعة النطاق لاختراق برلمانات ووزارات وسلطات في ألمانيا.
وأشارات الصحيفة، استناداً إلى خبراء أمن في برلين، إلى أن هذه ليست الحالة الوحيدة التي حاولت فيها الصين تجنيد برلمانيين في ألمانيا، حيث تمكن مؤخراً جواسيس صينيون من تدبير سفر أحد الموظفين العاملين لدى عضو آخر في البرلمان الألماني إلى الصين لأكثر من مرة، وكان وراء هذه الاتصالات أيضا المدعو “جاسون وانج”.
وبحسب البيانات، حصل الموظف على أموال من الصينيين مقابل “عدة تحليلات” من البرلمان الألماني بقيمة 10 آلاف يورو.
المصدر: د. ب. أ.
اقرأ أيضاً: