Make it German
تبقى مسألة الدخل المادي للباحثين عن عمل في ألمانيا كما في كل أنحاء العالم هاجساً وزيادته طموحاً لا ينقطع بهدف الارتقاء مادياً إلى المستوى الذي يوازي ما أنفقه الشخص من تعب وجهد سواء خلال مسيرته الدراسية أو المهنية، ونخص بالذكر هنا المهندسين.
في كل الفرص المتاحة أمام الباحث عن عمل يدخل العامل المادي كعنصر رئيسي في قرار قبول أو رفض عرض العمل، ولكن وفي كثير من الحالات تلعب عوامل أخرى دوراً أكثر تأثيراً في إجبار الشخص على قبول عرض عمل بدخل متدنٍ.
– كيف يتم حساب الأجر المتوقع عندما تعلن الشركة عن فرصة عمل؟
بعد تحديد الحاجة إلى موظفين جدد في الشركة وبعد تخصيص مبلغ إجمالي معين للموظفين الجدد في كل الأقسام يُعقَد عدد من الاجتماعات بين مسؤولي التوظيف في الشركة ورؤساء الأقسام التي تحتاج إلى موظفين جدد، ويتم صياغة إعلان العمل عن طريق التشاركية ومزج الأفكار، وذلك بما يتوافق مع متطلبات الأقسام صاحبة الحاجة من الناحية التقنية والخبرات العملية، ومن ناحية أخرى تضاف الشروط المطلوبة في شخصية الموظف وسلوكه من قبل قسم الـ Personal في الشركة وبما يتوافق مع سياسة الشركة وتوجهها العام في انتقاء موظفيها.
تتم المرحلة الثانية من تحضير إعلان العمل بالتشارك مع القسم المالي في الشركة، وذلك بعد أن يقوم هذا القسم بإجراء مسح ماليّ لمتوسط الأجور والرواتب للوظائف المعلنة مع الأخذ بالاعتبار كثيراً من العوامل لعلّ أهمها:
- كم تبلغ الرواتب التي تقدمها الشركات العاملة في نفس المجال والمنافسة للشركة؟
2. ما هو الحد الأدنى والأعلى الذي يمكن أن يعطى لهذه الوظيفة؟
3. ماهي سلبيات إعطاء راتب متدنٍ وما هي إيجابيات تقديم عرض مالي مغرٍ للموظف؟
تتم فلترة جميع هذه المعلومات وتنسيقها ويتم الوصول أخيراً إلى رقمين هما الحد الأدنى والحد الأعلى، وبناءً عليهما يتم التفاوض مع المتقدمين إلى شَغْل هذه الوظائف.
– كيف يتم حساب الرواتب في ألمانيا؟
هنالك طريقتان أساسيتان لتقسيم الرواتب في ألمانيا:
الطريقة الأولى: أن يتم التفاوض على مبلغ ٍ إجماليّ وهو الدخل السنوي مقسوماً على 12 شهر بدون الحصول على ما يسمى Weihnachtsgeld أو Urlaubsgeld وبدون أية تعويضات أخرى.
الطريقة الثانية : أن يقسم نفس المبلغ الذي تم التفاوض عليه على 13 شهر منها 12 راتب شهري، وراتب واحد يقسم مناصفة بين Wihnachtsgeld وUrlaubsgeld
هنالك شركات -على قلتها- تتبع الطريقة الأولى في العرض المالي، ولكنها تعطي أيضا ما يسمى Bonusgeld في نهاية العام ونسبته ما بين 5 إلى 10 بالمئة من الدخل السنوي.
لذلك من المهم جداً عند الوصول إلى نقطة التفاوض على الأجر توضيح هذه النقطة، وهل يقسم الدخل السنوي على 12 شهر أم 13.
– هل الرقم الذي يتم الاتفاق عليه هو كل ما تدفعه الشركة لي؟
بالطبع لا، فبالإضافة إلى الدخل السنوي الذي يُدفَع لك تدفع الشركة أيضاً نصف رسوم التأمين الصحي، والضمان الاجتماعي. وهنالك تكاليف إضافية تتحملها الشركة وتضاف إلى المبلغ الذي يتم دفعه لك كأجر.
مثلاً، لو تم الاتفاق بينك وبين الشركة على دخل سنوي وقدره على سبيل المثال 36 ألف يورو تدفع الشركة إضافة لهذا المبلغ 7 ألاف يورو للتأمين الصحي والضمان الاجتماعي أي أن التكلفة الإجمالية هي 43 ألف يورو. هذه المبالغ يمكن حسابها بدقة من خلال نفس مواقع حساب الرواتب Brutto-Netto للموظفين.
كيف أستطيع أن أحدد رقماً منطقيا للدخل السنوي كي أفاوض عليه؟
المسألة ليست بهذه السهولة أن تضع رقماً ثابتاً تتفاوض عليه مع كل الشركات، حيث تعود المسألة إلى عدد من الاعتبارات، منها ما يتعلق بك شخصياً، ومنها ما يتعلق بالشركة، ومنها ما يتعلق بسوق العمل في مجالك الذي تخصصت به.
عادةً ما تدفع الشركات، التي تعمل في ألمانيا الشرقية رواتب أقل من نظيرتها في ألمانيا الغربية، حتى لو كانت الشركة واحدة ولديها فرعين واحد في الغربية والآخر في الشرقية فالأجر يختلف.
تعد رواتب الشركات الكبيرة التي تعمل في مجال السيارات ذات رواتب جيدة، وذلك لأن تكنولوجيا صناعة السيارات هي العمود الفقري للاقتصاد الألمانية ونظراً للتنافسية الشديدة بين الشركات في جذب الكفاءات فتختلف الرواتب بشكل كبير بين شركة وأخرى.
لنقل مثلاً إن شركة Daimler طوّرت تقنية ما في صناعة السيارات وعرضتها بشكل موجز في معرض ما، بينما شركة BMW ما زالت في طور الدراسة، هنا ستشتعل المنافسة بين الشركتين في جذب الكفاءات القادرة على السير في مجال تطوير هذه التقنية، وحتى قد تعرض الشركة رواتب خيالية على موظفي الشركة الأولى وذلك عن طريق وسطاء فقط لنقل هذه الكفاءات إلى شركتها.
الشركات الصغيرة لديها دخل صغير وحتى تحافظ على ثباتها في السوق تحاول تخفيض النفقات قدر الإمكان، لذلك تحاول الحصول على الموظفين الذين يقبلون بدخل منخفض وهذه الشركات عادة تكون شركات مجال عملها ذو طابع إنتاجي، أي أن خروج الموظف منها بعد فترة لا يؤثر على مسيرة الشركة أو القسم الذي كان يعمل فيه.
وفيما يتعلق بسوق العمل؛ هنالك تخصّصات في ألمانيا قادرة على الدخول في سوق العمل بشكل سريع وذلك نظراً إلى الحاجة الشديدة إليها، ونظرا ًلأن تكاليف تشغيل هذه الشركات منخفضة أكثر من الشركات الإنتاجية، وخير مثال شركات البرمجة وتطوير الأنظمة الإلكترونية، هذه الشركات تدفع لموظفيها رواتب جيدة لأن دخلها جيد ومطلوب بشدة ولأن تكاليف تشغيلها منخفضة.
مواصفات الباحث عن العمل
الأهم من هذا كله هو الشخص الباحث عن العمل ومواصفاته ومؤهلاته وخبراته، وكل بند يلعب دوراً محورياً والأسئلة عديدة ومتشعبة:
- كم عمر الشخص المتقدم للعمل؟
- منشأ شهادته وتخصّصه؟
- خبراته العملية، ومكان عمله السابق، وما هو حجم وأهمية الشركات التي عمل فيها سابقاً؟
- إجادته واستيفاؤه لكل الشروط المُعلَن عنها في إعلان التوظيف والتفريق بين ما هو رئيسي وما هو ثانوي، وما هو الوقت الذي سيتم إنفاقه لتدريبه حتى يكون منتجاً وجاهزاً للعمل وحده؟
- إتقانه اللغة الألمانية في حال كان أجنبياً؟
- انسجامه وتأقلمه مع أسلوب العمل في الشركات الألمانية؟
كل هذه الأسئلة والمواضيع تدور دفعةً واحدةً في رأس من يحاورك في مقابلة العمل عندما يسألك عن الراتب المتوقع!
الاستراتيجية الأفضل لتخمين الراتب:
الطريقة الأفضل في تحديد مستوى الراتب الذي قد تتفاوض عليه تتم عبر استراتيجية محددة:
- اقرأ جيداً عن الوظيفة المعلن عنها وابحث في الإنترنت عن الدخل الأدنى والأعلى المتوقع لهذه الوظيفة.
- احذف مباشرة 5 إلى 7 بالمئة من الدخل الأعلى المتوقع والمكتوب في المواقع الإلكترونية (في لغة الميكانيك … تسامحات تصنيع وفيه لغة الكهرباء والإلكترون ضياع إشارة…).
- ادخل بعد ذلك إلى موقع الشركة وحاول أن تجد إجابة عن العديد من الأسئلة مثل:
- ما هو حجم الشركة ودرجة نجاحها في سوق العمل؟ نظرة واحدة على صفحة الشركة في الإنترنت كافية لتعرف هل الشركة بالفعل ناجحة ورابحة؟ هل تشارك بمعارض ونشاطات في سوق العمل؟ عدد الموظفين ؟ عدد الأفرع؟ زبائن الشركة وعملاؤها؟
- بناءً على تصنيفك لدرجة نجاح الشركة في السوق الألمانية، حافظ على الرقم الذي ستطلبه أو احذف نسبة ما يعادل 2 إلى 3 بالمئة من الدخل السنوي المذكور في مواقع النت.
- حسب درجة مطابقتك الشروط المعلن عنها وإتقانك متطلبات العمل حافظ على النسبة التي وصلت إليها وإلا عليك أن تحذف 5 بالمئة إضافية.
- يُنظر إلى موقع الشركة بعين الاهتمام، وهل هي في مدينة كبيرة؟ أم في الريف؟ فإن كانت الشركة في مدينة كبيرة فالمنافسة ستكون على أشدها وتستطيع التنازل بنسبة 5 بالمئة من الدخل السنوي.
- مهاراتك اللغوية كمهندس وخبراتك السابقة تلعب دوراً كبيراً وتستطيع في هذه النقطة أن تعيد الحساب مع حذف ما نسبته 3 بالمئة.
- بالمجمل وبشكل مختصر مجموع ما يتوجب عليك حذفه يجب ألا يتجاوز بكل الأحوال من 20 إلى 22 بالمئة من الأرقام المذكورة في صفحات الإنترنت.
و برقمين مختصرين لعلّهما الأهم:
في مدن ألمانيا الشرقية من المعيب أن تعمل بصفة مهندس بدخل دون 36 ألف يورو في السنة، وذلك في حال كانت لديك الخبرة وفي حال كنت حديث التخرج فالرقم يهبط إلى 32 ألف يورو في العام.
في مدن ألمانيا الغربية يرتفع هذا الدخل ليصل إلى 48 ألف يورو للمهندسين أصحاب الخبرة من غير ألمانيا، ويصل الدخل إلى 42 ألف يورو للمتخرجين الجدد.
اقرأ/ي أيضاً: