لفترة طويلة التزم وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر الصمت ولم يعلق على أحداث كيمنتس التي شهدت مظاهرات من اليمين المتطرف معادية للأجانب. والآن نطق زيهوفر بكلمات وصفت بالقاسية وقوبلت بردود أفعال مختلفة من قبل سياسيين.
بعد التزامه الصمت لفترة طويلة دون التعليق على الأحداث، خرج وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر عن صمته، بكلمات وصفت بـ”القاسية” جداً حسبما نقلت تقارير إعلامية. إذ قال زيهوفر إن “الهجرة أصل كل المشاكل السياسية”. وذلك على هامش اجتماع مغلق للحزب الاجتماعي المسيحي في مقر الحزب في ولاية براندنبورغ يوم الأربعاء (06 سبتمبر/أيلول). وقال زيهوفر، إن ذلك لا يتعلق بسياسة اللجوء فحسب، بل ” إن قضايا الهجرة، هي أمّ كل المشاكل في هذا البلد، وهذا ما أقوله منذ ثلاث سنوات”.
واستناداً لمعلومات حصل عليها موقع “فيلت” من المشاركين في الاجتماع، دافع زيهوفر عن المتظاهرين في ولاية ساكسونيا. وقال إنه يتفهم تماماً، الأسباب التي أثارت غضب الناس، وهذا لا يجعلهم نازيين. وأضاف “لو لم أكن وزيراً، سأخرج كمواطن للشارع، ولكن بالطبع ليس مع المتطرفين”، وفقاً لما نقلته عنه صحيفة “راينيشه بوست”.
ردود الفعل على تصريحات زيهوفر
أثارت تصريحات زيهوفر حول أحداث كيمنتس ردود أفعال من قبل سياسيين من مختلف الأحزاب الألمانية، إذ غرد الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لارس كلينغبايل قائلاً “لا يهمنا هذا الهراء الشعبوي اليميني”.
وبدوره رد رالف شتينغر نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي على تصريحات وزير الداخلية بالقول “بأنه (أي زيهوفر) جدّ جميع المشاكل الحكومة في برلين” واتهم زيهوفر بالتقليل من شأن أحداث كيمنتس.
لكن رئيس الحزب الليبرالي كريستيان ليندنر، أعتبر أن كلمات زيهوفر “صحيحة بالنظر إلى سياسة الهجرة في السنوات الثلاث الأخيرة ” من قبل الائتلاف الحكومي. لكنه أشار ليندنر إلى أن إدارة الهجرة ومراقبتها، يمكن أن تكون فرصة جيدة للبلد العجوز.
“هذه الأحداث كلفتنا ثقة المواطنين”
وكانت مدينة كيمنتس قد شهدت مؤخراً مظاهرات عنيفة معادية للأجانب على خلفية مقتل مواطن ألماني طعناً خلال عراك مع أفراد مهاجرين. وكانت الشرطة الألمانية ألقت القبض على عراقي وسوري للاشتباه في تورطهما في الجريمة، كما أصدرت النيابة بولاية ساكسونيا أمر اعتقال لشخص ثالث تحدثت تقارير بأنه ينحدر من العراق.
واستغل التيار اليميني المتطرف الواقعة، وخرج في مظاهرات شارك فيها عدد من الحركات المعادية للأجانب وحزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي وحركة “بيغيدا” (وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) للمطالبة برحيل الأجانب.
وشهدت المظاهرات حالات اعتداء على مهاجرين وصحفيين ورجال الشرطة كما رفعت إشارات التحية بهتلر.
ورداً على أعمال الشغب الذي قام بها المتظاهرون اليمينيون قال زيهوفر “لا يمكن التسامح مطلقاً مع الأطراف التي تستخدم هذه الحوادث للتحريض على العنف أو حتى ممارسة العنف، بما في ذلك رجال الشرطة، هذا أمر غير مقبول على الإطلاق”.
وقال زيهوفر، “لو تم تطبيق القواعد التي تم انتقادها بشكل حاد في بداية الصيف، لم يكن من الممكن للمشتبه به العراقي أن يأتي إلى هنا”. وكان المشتبه به العراقي قد تقدم بطلب لجوء في بلغاريا في عام 2016، وأضاف زيهوفر “كان يمكن رفضه عند الحدود. هذه حالات كلفتنا ثقة المواطنين”.
المصدر: دويتشه فيلله – د.ص/ ع.ج.م (DW، د ب أ، أ ف ب، إي بي دي)
اقرأ أيضاً: