أخبار ألمانيا: قبل بضعة أشهر، بدا أن ألمانيا قد اجتازت الأزمة الناجمة عن وباء فيروس كورونا بشكل جيد نسبياً، ولكن الآن، خلال الموجة الثانية، فقد فشلت جميع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الألمانية للسيطرة على الوباء، وذلك بحسب التحذيرات التي نشرتها مجلة دير شبيغل الألمانية.
وبحسب دير شبيغل فإن البلاد تقف على حافة الهاوية. فهل يمكن السيطرة على وباء كورونا مرة أخرى؟ هذا هو السؤال التي تطرحه الأن دير شبيغل؛ المجلة الأكثر تشكيلا للرأي في ألمانيا.
تستشهد المجلة بأهم الأرقام المتعلقة بالوباء: حوالي 1.7 مليون ألماني أثبتت إصابتهم بـفيروس كورونا. أكثر من 30 ألف حالة وفاة (بما في ذلك أولئك الذين يعانون من أمراض مرافقة). 2.2 تريليون يورو من الديون المستحقة على الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات. ما يقرب من 6 ملايين شخص يعملون بوقت أقل. ما يقرب من 11 مليون طالب اضطروا للبقاء في المنزل.
اقرأ/ي المزيد: تمديد الإغلاق العام في ألمانيا: ميركل تتفق مع زعماء الولايات على القيود الجديدة
وبحسب شبيغل فإنه “لا يوجد أي جانب من جوانب من الحياة لم يتأثر بالوباء“، بدءاً من حالة الرعاية الصحية وصولاً إلى جميع القطاعات الأخرى. ويذكر أن بعض الخبراء جادلوا منذ سنوات بوجود عدد كبير جداً من المستشفيات وأماكن العناية المركزة في ألمانيا. إلا أنه تبين أنها نعمة الآن في الوباء.
ومع ذلك، أعلن معهد روبرت كوخ (RKI) يوم الأربعاء 30 كانون الأول/ ديسمبر عن رقم قياسي محزن بلغ 1129 حالة وفاة في يوم واحد في ألمانيا. ويعود هذا الارتفاع في حالات الوفيات بنسبة كبيرة إلى تفشي فيروس كورونا في دور رعاية المسنين. وتقول دير شبيغل إن نظام الرعاية الصحية في ألمانيا “قد فشل على ما يبدو” في حماية المسنين، ويقول الخبراء في معهد روبرت كوخ إن الأمر يتعلق بنقص الموظفين في مراكز رعايا المسنين.
لم يغير ذلك أي من الوعود السياسية في البلاد. وتؤكد دير شبيغل أن الحكومة الألمانية “تواجه صعوبات في حماية المجموعات المعرضة للخطر” في ألمانيا.
موضوع آخر تناولته دير شبيغل، وهو مالية الدولة والديون في ألمانيا:
أولاف شولتز (نائب المستشار ووزير المالية) خطط 218 مليار يورو كديون جديدة لعام 2020. ويريد الوزير إنقاذ البلاد من ركود أعمق وموجة إفلاس بهذه الأموال. لقد نجحت أسعار الفائدة المنخفضة وما زالت تعمل لصالحها. يستطيع شولتز اقتراض الأموال بثمن بخس ولن يصل إلى الحد الذي وضعه لنفسه. وشولتز مقتنع بأن ألمانيا ستخرج من الديون مرة أخرى إذا استمر الاقتصاد في النمو بقوة. في حين تتوقع دير شبيغل بأن تفرض الميزانية الفيدرالية بعض التحديات عليه وعلى من يخلفه في وزارة المالية.
اقرأ/ي المزيد: أخبار ألمانيا: نهاية 2021 قد ترتفع بالاقتصاد الألماني إلى مستوى ما قبل الأزمة
في المرحلة الأولى من الوباء، عملت الفيدرالية (الألمانية) بشكل جيد. لقد كانت بمثابة عامل تصحيح للانحرافات الجذرية المفرطة في سياسة مكافحة فيروس كورونا. وأكدت أنه تم التصدي للوباء إقليمياً. لماذا يجب أن تكون ولاية مكلنبورغ-فوربومرن، التي لطالما كانت ذات معدل إصابة منخفض، صارمة في تطبيق قيود كورونا مثل ولاية بافاريا، ذات المعدل المرتفع بشكل استثنائي في أعداد الإصابات. وتذكر دير شبيغل، أنه “في الموجة الثانية، ظهر الجانب المظلم لهذا النموذج: اختفى التضامن عبر البلاد. وانخفضت ثقة رؤساء وزراء الولايات الفيدرالية بالمستشارة أنغيلا ميركل كمديرة للأزمات وصاحبة السلطة العليا في مكافحة الوباء. فقط في شهر كانون الأول/ ديسمبر، عندما زادت أعداد الإصابات والوفيات بشكل حاد في جميع الولايات الفيدرالية، تحدث السياسيون الألمان بصوت واحد مرة أخرى. ولكن الوقت كان قد فات لاحتواء انتشار الفيروس بسرعة، بحسب تقديرات دير شبيغل.
تعتقد دير شبيغل أن الهيكل الفيدرالي للدولة في ألمانيا أثبت أيضاً أنه كارثي على التعليم. “إذا كانت البلديات مسؤولة عن المعدات التقنية، فإن المدرسة نفسها مسؤولة عن المفهوم التعليمي، والولايات الفيدرالية عن تعليم وتأهيل المعلمين، والحكومة الفيدرالية عن لتمويل. وبالتالي فإن اتخاذ القرارات بشكل سريع، أمر شبه مستحيل”.
وبحسب دير شبيغل فإن الاتحاد الأوروبي بدوره قدم في الأيام الأولى للوباء مشهداً مؤسفاً. ففي أوائل مارس/ آذار، أمرت فرنسا بمصادرة جميع الكمامات، ثم فرضت ألمانيا حظراً على تصدير المعدات الطبية، وردت إيطاليا بصدمة. كما أغلقت دول الاتحاد الأوروبي المختلفة حدودها من تلقاء نفسها، وسادت الفوضى في المعابر، وعرقل تدفق البضائع في بعض الأحيان.
المصدر: polskiobserwator.de