بالرغم من أن أغلب هذه الأفلام الألمانية هي قصص واقعية، وتحكي بشكل أو بآخر عن الوضع السياسي في ألمانيا وأثره على الحالة الاجتماعية، إلا أن هذه الأفلام بما تحمله من قصص إنسانية رائعة جعلت السينما الألمانية في موقع مميز للغاية.
أفضل الأفلام الألمانية:
السماء فوق برلين Der Himmel über Berlin / 1987
نجح المخرج العالمي “ويم ويندرس” من خلال فيلمه “السماء فوق برلين”، في خلق إحدى التحف الشعرية والبصرية لهذا العقد. ويعتبر الفيلم بمثابة إعلان حب لمدينة برلين في الفترة الزمنية التي سبقت إعادة توحيد ألمانيا.
الفيلم خيالي، تدور قصته حول ملاكين يعيشان فوق سماء (برلين الغربية)، حيث لا يراهما سوى الطيبين والأطفال، يساعد الملاكان الجميع من أجل تخفيف همومهم إلا أن جهودهما لا تكلل دوماً بالنجاح.
في النهاية يرغب أحدهما في أن يتحول لإنسان لكي يجرب مشاعر البشر ويتحول فعلاً، ويقع في حب إحدى الفتيات.
الموجة Die Welle / 2008
يحكي الفيلم قصة تجربة اجتماعية حقيقية أجراها أحد المعلمين عام 1967، وأُطلِق عليها اسم “الموجة الثالثة”. حيث تجري أحداث فيلم “الموجة” في مدرسة ألمانية حين يقرر أحد المعلمين تعليم طلابه أنه من السهل تضليل الناس وإقناعهم بمعتقدات فاشية وارتكاب أفعال فاشية.
يتبع المعلم من أجل تلك التجربة نظاماً صارماً مع الطلاب، حيث يلزم الطلاب بارتداء زي موحّد واتباع تحيةٌ محددةٌ وشعار محدد. ليصبح الطلاب خلال أسبوع واحد فقط يتجسسون على بعضهم البعض محاولين فرض تلك القواعد على من يرفض اتباعها.
وقد استطاع المخرج دينيس جانسل عن طريق فيلمه أن يوضح أنه حتى في أكثر المجتمعات تمسكاً بالحرية والديمقراطية، تبقى تلك الديمقراطية هشة وقابلة للتحول في وقت قصير جداً إلى النقيض عن طريق أيديولوجيا معينة متبعة.
الشريط الأبيض Das weiße Band / 2009
يصف المخرج والأكاديمي النمساوي مايكل هاينيكي أفلامه عموماً، وفيلمه الشريط الأبيض خصوصاً بقوله: ” أفلامي مقصودة كرد ضد السينما الأمريكية المعزولة عن الواقع، أفلامي محاولة لصالح سينما تطرح أسئلة ملحة عوضاً عن أجوبة سريعة، ولصالح كشف البعد عوضاً عن اقتحام القرب، ولصالح الاستفزاز والحوار عوضاً عن الاستهلاكية والتوجيه”.
يحكي مايكل هاينيكي في فيلمه عن ألمانيا وأطفالها، ولكن وبخلاف معظم الأفلام التي تحدثت عن ألمانيا ورصدها خلال الحروب. فقد رصد هاينيكي فترة ما قبل الحروب وكيف كان الشعب الألماني مهيأ للعنصرية والعنف.
حصل مخرجه مع تصويره له بالأبيض والأسود على السعفة الذهبية بمهرجان كان.
وداعاً لينين Good Bye Lenin / 2003
فيلم كوميدي لطيف للغاية، تدور أحداثه حول سيدة اشتراكية مدافعة عن النظام في ألمانيا الشرقية. حيث تدخل هذه السيدة في غيبوبة طويلة قبل سقوط جدار برلين واتحاد ألمانيا، ثم تصحو من غيبوبتها بعد هدم الجدار.
وبما أنها لاتزال عاجزة وحرصاً من ابنها على عدم تعرضها لصدمة جديدة، يقوم الابن بالتكتم على الأمر وجعل كل شيء حولها كما لو كان الوضع السياسي كما هو قبل دخولها في الغيبوبة.
يعرض الفيلم الكثير من المغامرات المضحكة التي تشير إلى الوضع المأساوي الذي كانت فيه ألمانيا الشرقية قبل هدم الاتحاد.
السقوط Der Untergang / 2004
دراما حربية مؤثرة وعميقة تحكي من وجهة نظر ألمانية فيما حدث في الأيام العشرة الأخيرة قبل سقوط هتلر. حيث تلقي بمسحة إنسانية على هتلر وكبار قادته وأركان حربه من حوله، فقد آمنوا بأيدلوجية مثالية وتفانوا في تحقيقها حتى أدت إلى نهايتهم.
يصور المخرج تفاصيل التقارب والاندماج الشديد بين هتلر ومن حوله بطريقة لم يصورها مخرج من قبل. فنشاهد في هذا الفيلم كيف كان القادة حوله مقتنعين تماماً بما يفعله، حيث سيطر عليهم فكر معين، وكيف كان سقوط ألمانيا وسقوطهم أمراً مدمراً لهم على الصعيد الإنساني.
الفيلم من إخراج أوليفر هيرشبيغل، وقد رشح لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي.
حياة الآخرين Das Leben der Anderen / 2006
عاشت ألمانيا الشرقية قبل سقوط جدار برلين والتوحد حالة من القمع والاستبداد الرهيب، حيث كان الجميع مُعرض للتجسس على تصرفاته ومعاقبته على أي شيء يفعله يظهر به معارضاً للدولة. وبالفعل تدور القصة حول مراقبة أحد قادة الجيش لأحد الكتاب والمفكرين وقتها للتأكد من ولائه التام للأفكار الاشتراكية.
يبدأ القائد بالتجسس عليه ويكتب تقارير قد تتسبب في حبس هذا الكاتب، إلا أنه وبعد طول مراقبة وتجسس لهذا الرجل يبدأ بالاقتناع به وبما يعتقده. بل ويخفي أخباره عن قادته لنصل مع نهاية الفيلم لعدم اكتفائه بالتجسس بل تدخله بإخفاء أحد الأدلة التي كان لهذا الكاتب أن يقبض عليه بوجودها وهي الآلة الكاتبة.
الفيلم من أروع الأفلام الألمانية وقد حاز سنة إنتاجه على عشرات الجوائز منها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
اللا مكان في أفريقيا Nirgendwo in Afrika / 2001
فيلم من تأليف وإخراج كارولين لينك. يستند الفيلم على رواية سيرة ذاتية 1995 تحمل نفس الاسم لكاتبها ستيفاني تسفايج. حيث يروي الرجل قصة حياته في كينيا بعد أن ذهب هناك هو وعائلته الألمانية اليهودية عام 1938 هرباً من الاضطهاد في ألمانيا النازية.
حاز الفيلم على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي فضلاً عن جوائز أخرى عديدة.
أوروبا أوروبا Europa Europa / 1990
خلال حكم النازي لألمانيا يخفي صبي يهودي هويته الدينية وينضم إلى جيش هتلر، لدرجة أن يتم الاحتفاء به وتكريمه على ما قدمه من إنجازات قتالية وعسكرية خلال خدمته.
الفيلم كوميدي في كثير من أحداثه وهو مستند على قصة حقيقية.
في الجهة الأخرى Auf der anderen Seite / 2007
تدور قصة الفيلم بين تركيا وألمانيا. حيث يسافر شاب ألماني من أصل تركي في رحلة إلى تركيا للبحث عن ابنة رفيقة أبيه بعد موته. بينما تكون هي في نفس الوقت قد فرت إلى ألمانيا بعد ملاحقة البوليس التركي لها وذلك لنشاطاتها السياسية.
طبل الصفيح Die Blechtrommel / 1979
يعد هذا الفيلم أحد أقدم وأجمل الأفلام الألمانية ، القصة مأخوذة عن رواية للكاتب غونتر غراس، ويعتبر من أنجح أفلام المخرج العالمي فولكر شلوندورفوذلك.
يروي الفيلم قصة الطفل أوسكار، والذي يحصل على طبلة صفيح كهدية في عيد ميلاده الثالث ليقرر بعدها ألا يكبر أبداً، مستعيناً في مغامراته الشيقة طوال الفيلم بهذه الطبلة.
وقد حاول فولكر من خلال فيلمه إلقاء الضوء على حالة التخبط الواضحة التي عاشها المجتمع الألماني وانتشار الفاشية بين أفراده.
فاز الفيلم سنة إنتاجه بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان مناصفة مع فيلم “القيامة الآن”. كما حاز الفيلم على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي ليكون بهذا أول فيلم ألماني يحصل على جائزة أوسكار.
التجربة Das Experiment / 1979
تدور أحداث الفيلم الألماني “التجربة” حول تجربة سجن ستانفورد، الفيلم من إخراج أولفر هرشبيجل. يحكي الفيلم عن تجربة لمدة أسبوعين في سجن ستانفورد، حيث يتم توظيف 20 مشاركاً من الذكور للعب دور السجناء والحراس في السجن.
يتعين على “السجناء” اتباع قواعد معتدلة على ما يبدو، ويُطلب من “الحراس” الحفاظ على النظام دون استخدام العنف الجسدي. فيبدأ الصراع والعنف الذي يحدث بينهم بعد أسبوعين من تقمصهم لأدوارهم داخل أحد السجون.
اقرأ/ي أيضاً:
المسلسلات الألمانية الأشهر.. متعة، إثارة وتعلم
ما هو المسلسل الأكثر شهرة في ألمانيا؟
“العزل: قصة جريمة أمريكية”.. مسلسل تلفزيوني عن فضيحة بيل كلينتون ومونيكا