“إن لاعبًا يلعب بهذا المستوى لا يستحق أن يكون في صفوف بايرن ميونيخ”، هذا ما قاله الألماني لوثر ماتيوس عن تياغو ألكانتارا في عام 2018.
موهبة تياغو ألكانتارا أجبرت بيب غوارديولا بـ أن يأتي به لـ بايرن ميونيخ ليكون حجر الأساس بتوليفته، اصطدم لاعب برشلونة السابق بالقوّة البدنية الألمانية خاصّة بمركزه الحسّاس، ليصبح عرضةً للإصابات، فمنذ موسم 2013-14 تعرّض اللاعب لـ 26 إصابة، غاب عن العديد من المباريات، بالرغم من ذلك كان تياغو يظهر دائماً بأفضل صورة، يُثبت أن موهبته أكبر من الغيابات والإصابات.
قد يكون تياغو لا يشبه اللاعب الألماني التقليدي في وسط الميدان، القوّة البدنية والخشونة في افتكاك الكرة، ولعب الكرات الطويلة بمهام محدودة داخل أرضية الملعب، هذه هي عقلية الألمان “الفريق كآلة، كل لاعب يشكل قطعة له دوره الخاص”، ألكانتارا جاء بفكر مختلف من بلاد قدّمت عديد الأسماء القوية في خط المنتصف، نموذح عن متوسط الميدان الإسباني المهارّي المبدع والخلّاق والراقي، صاحب اللمحات بتمريرات قصيرة ماكرة وطويلة مفاجئة.
تياغو ألكانتارا لاعب مجتهد وطموح، استغلّ فترته الطويلة في ألمانيا لترميم ما ينقصه في مهنته ألا وهو العامل البدني والعمل على افتكاك الكرة، ليتحوّل إلى مزيج بين المهارة والخفّة والقدرة على الافتكاك والارتداد الدفاعي، كسب المصلحة من الألمان بل تفوّق عليهم لأنه يمتاز عنهم بعناصر خاصّة به.
من الصعب أن تكون من خارج ألمانيا وتستمر لفترة طويلة كـ تلك التي قضاها تياغو مع بايرن، لأن الألمان لديهم ثقة بمنتجهم المحلّي أكثر من المستورد، هذه عقيلتهم وهم ينجحون بها لكن ليس بشكل دائم، تياغو كسر القاعدة واستمرّ لقرابة الـ 7 مواسم، لعب بها بكل مراكز وسط الميدان، كسب ثقة جميع المدربين وكان الرقم الصعب من المحترفين من خارج ألمانيا.
“لا يظهر بالمباريات الكبيرة” لوثر ماتيوس في مقابلة سابقة، ليرد عليه تياغو أمام باريس سان جيرمان وبنهائي الأبطال، ويسحب نجومية اللقاء عن جدارة واستحقاق، ومع اقتراب مغادرته كان لقاء باريس التوقيع الأخير للاعب الذي أنصف نفسه بنفسه في بلاد لا تعترف بالمنتج الأجنبي.
عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاً:
الألمان في عالم كرة القدم: نهائي دوري الأبطال.. العقلية الألمانية حسمت الأمور
جولين لوبيتيجي… عندما تعطيك كرة القدم فرصة
علاقة ميسي وبرشلونة.. قصة دراماتيكية في فصلها الأخير