أُنتخب اليوم وزير الخارجية السابق فرانك- فالتر شتاينماير ليكون الرئيس الثاني عشر لألمانيا، منذ الحرب العالمية الثانية خلفًا ليواخيم غاوك، بعد أن نال دعم الحكومة الائتلافية التي تقودها المستشارة أنغيلا ميركل.
أنتخب المجمع الاتحادي في ألمانيا اليوم الأحد، وزير الخارجية السابق فرانك- فالتر شتاينماير رئيسًا للبلاد. ومنصب الرئيس في ألمانيا هو منصب فخري، لكنه يتمتع بسلطة معنوية. بينما يتولى السلطة الحقيقية كلّ من المستشار والبرلمان. ويضم المجمع الاتحادي 1260 شخصًا من كبار الناخبين، ونواب، ينتمي معظمهم إلى مجلسي البرلمان: مجلس النواب “بوندستاغ” ومجلس الولايات “بوندسرات”، ومندوبين عن المجتمع المدني. وحصل شتاينماير على 931 صوتاً من أصوات أعضاء المجمع الاتحادي، ويتطلب انتخاب الرئيس حصوله على 631 من مجموع الأصوات.
وقبل ذلك حصل شتاينماير الذي يبلغ الحادية والستين من عمره، على دعم حزبه الاشتراكي الديمقراطي، والديمقراطيين المسيحيين، بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل، المتحالفين في إطار الائتلاف الحكومي ويمتلكون أكثرية الأصوات. وشتاينماير كان وزيرًا للخارجية لأكثر من سبع سنوات متقطعة: (2005-2009 و2013-2017) حتى نهاية الشهر الماضي، والمنافس السيئ الحظ لأنغيلا ميركل على منصب المستشارية في انتخابات 2009، ويخلف في منصبه الجديد يواخيم غاوك القس السابق المنشق في ألمانيا الديمقراطية.
وتميز شتاينماير المعروف بصراحته في وزارة الخارجية، بانتقاداته التي وجهها العام الماضي إلى دونالد ترامب. وخلال الحملة الانتخابية الأمريكية، وصفه بأنه “مبشر بالكراهية”. وقال هذا الأسبوع في ميونيخ “أريد بصفتي رئيسًا أن أكون الثقل الموازي للاتجاه بلا حدود إلى تبسيط الأمور”، مؤكدًا أن ذلك هو “أفضل علاج للشعبويين”.
وأوجزت صحيفة “برلينر مورغنبوست” اليومية الوضع بالقول إن “شتاينماير يريد أن يكون رئيسًا معارضًا لترامب”، فيما زاد الرئيس الأمريكي من الانتقادات الموجهة إلى ألمانيا مؤخرًا. وبعد آن يستقر في مقر الرئاسة في قصر بيلفو في برلين، سيكون على شتاينماير تخفيف حدة لهجته. ويقول مصدر من المحيطين به إنه يعترف بأنه ذهب “بعيدًا جدًا” العام الماضي.
لكن القضايا التي تثير قلق ألمانيا حيال إدارة ترامب كثيرة، بدءًا بالرغبة في تقارب مع موسكو وانتقادات الرئيس الأمريكي لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي أو القوة التي تشكلها ألمانيا في تصدير السلع. ويتمتع شتاينماير المقرب من المستشار السابق غيرهارد شرودر، بتقدير كبير في أوروبا الغربية، لكن بدرجة أقل في أوروبا الشرقية حيث أثارت مواقفه التي اعتبرت أحياناً مؤيدة لموسكو، القلق والهواجس. وقد انتقد العام الماضي تعزيز الحلف الأطلسي على الحدود مع روسيا عندما تحدث عن “قرع طبول الحرب” الذي لا طائل منه.
على الصعيد الداخلي، يشكل انتخاب شتاينماير مؤشرًا جديدًا على الضعف السياسي لأنغيلا ميركل، قبل أقل من سبعة أشهر من الانتخابات النيابية، في مواجهة الاشتراكيين الديمقراطيين هذه المرة. في هذا السياق يقول مايكل برونينغ، الخبير السياسي في “مؤسسة فريدريش ايبرت” المقربة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إن “انتخاب شتاينمناير من وجهة نظر الاشتراكيين الديمقراطيين هو المقدمة لشيء أهم بكثير: الفوز في انتخابات أيلول/ سبتمبر ضد ميركل”، الذي كان لا يزال يبدو “مستحيلاً” حتى قبل فترة قريبة.
المصدر: دويتشيه فيليه.