إعداد ميساء سلامة فولف
في هذه الزاوية نعرّفُ القراء بشخصيات من المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ سنواتٍ طويلة، وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود الانتماء التقليدي، وحققوا نجاحات في مجالاتٍ عديدة، فاحتضنتهم هذه البلاد وصارت لهم وطناً.
المصور الفلسطيني محمد بدارنة*
من قرية عرابة في الجليل إلى مصور في مشاريع فلسطينية عربية ودولية. ولد في قرية “عرابة” في الجليل. نشط حقوقياً في الناصرة من خلال المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، وأسس “حركة حق” الشبابية التي كانت تهتم بقضايا الهوية والحركات الشبابية الجماهيرية. عاش في حيفا ودرس في جامعتها الفلسفة والتاريخ. عمل في سلك التعليم وبدأ بدراسة التصوير الفوتوغرافي أكاديمياً في معهد الفنون في مدينة حيفا المحتلة.
ينتمي بدارنة إلى عائلة تهتم بالثقافة والسياسة، انخرطت في العمل الوطني ويسهم أبناؤها وبناتها في تطوير الحراك الفني في فلسطين.
لم يدخل عالم التصوير منذ زمن بعيد، فمن خلال نشاطه في القضايا الاجتماعية وحقوق الإنسان وعمله التطوعي مع الأطفال المرضى الغزيين في المستشفيات، مارس هواية التصوير، وسرعان ما اكتشف شغفه بالعمل الفوتوغرافي الذي حفزه على تكثيف معرفته ومداركه في عالم التصوير.
خلال أنشتطه ودراسته الأكاديمية بدأ بصقل عالمه الفكري نحو الكاميرا وبدأت تتكون أولى أعماله ومشاريعه التي تحمل هموم الجسد والإنسان والأرض والوطن.
يهدف من خلال أعماله الفنية إلى مواجهة الصور النمطية وتحرير الصورة من هيمنة آلة الاعلام والهيمنة التجارية التي تخدم منظومة السيطرة على الآخر كما فعلت السينما الأميركية، على سبيل المثال، حين صاغت الإنسان العربي وقدمته على الشكل والصورة التي تريدها.
في كل ما يتعلق بالتصوير وامتزاجه بالفنون البصرية، يعتمد بدارنة على الخروج من الكاميرا وتقنياتها كشيء مركزي، والتركيز على بناء الأفكار والمشاريع التي تخدم رؤية الفنان. فكل لقطة عنده تتحول إلى حكاية مؤثرة وفعالة عن أي مشهد نعيشه.
جذبت أعماله مؤسسات ومنظمات كثيرة، مثل دارة الفنون في عمان ومنظمة العمل الدولية والأمم المتحدة. وعرضت في جنيف والمغرب وبروكسل ونيويورك ومدن أخرى.
هوايته الأساسية هي السفر، وقد تجاوز عدد البلاد التي زارها 43 دولة، سجّل عنها حكايات أسفاره. بالإضافة إلى ذلك يمارس هوايتي الخط العربي والكتابة.
يعمل بدارنة في مجال التدريب والورشات المتعلقة بالتصوير وحقوق الإنسان، وخصوصاً ما يُطلق عليه التصوير لأجل التغيير. تم اختياره ضمن برنامج المفوضية السامية لحقوق الإنسان المنعقد في جنيف والمتعلق بالأقليات الأصلانية.
يعيش متنقلاً بين مدينتي برلين وحيفا الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: