اهتمت الصحف الألمانية في تعليقاتها الثلاثاء 28 آب/ أغسطس، بالاضطرابات التي وقعت في مدينة كيمنتس بشرق المانيا، حيث قتل شاب بطعنات سكين ما أثار هجمات ضد الأجانب وألمان من أصل اجنبي، فيما مازال الوضع في المدينة متوتراً.
صحيفة “بيلد” الشعبية الواسعة الانتشار في ألمانيا كتبت تقول:
” حشد عنيف ومفعم بالكراهية يطارد أجانب في شوارع كيمنتس بعدما تم طعن شاب على ما يفترض من طرف عراقي وسوري، كما انكشف لاحقاً. والتصعيد المثير للاشمئزاز في كيمنتس يعبر في كثير من الأوجه عن الوضع الخطير في البلاد: الكثير من الناس لهم الشعور بأن الهجرة في السنوات الأخيرة أدت أكثر إلى جرائم العنف. والكثير من الناس لهم الشعور بأنه يحق لهم تطبيق القانون بأيديهم ويتوهمون بوجودهم في موقف مقاومة شرعية ضد الحكومة والدولة. نعايش تفجر معاداة للأجانب تكون بالنسبة إلى ألمانيا تحديداً على خلفية تاريخنا مخجلة ومقززة… وغالباً ما تحذر السياسة من “أجوبة بسيطة” فيما أن الجواب لا يمكن أن يكون أسهل من ذلك. وهو دولة القانون. وذلك في شكلها القاسي والقوي. فدولة القانون لا يحق لها أبداً أن تترك الشارع لحشد غاضب”.
وفي السياق نفسه يأتي أيضاً تعليل صحيفة “فولكسشتيمه” الصادرة بمدينة ماغدبورغ:
“الأحد توفي بعنف شخص في كيمنتس. وهذا مأساوي ووجب التحقيق فيه بدقة. لكن أن يوظف يمينيون متطرفون هذه الوفاة لتنظيم مظاهرة غير معلنة تحولت إلى أعمال عنف شفوية وجسدية، فهذا شنيع ومشين لسكان كيمنتس وسمعة المدينة. فيما أن المتظاهرين الذين برزوا بهتاف “نحن الشعب” لا يعكسون الصورة العامة للسكان. ولذلك فإنه من المهم والصحيح أن أظهر سكان كيمنتس وجهاً مضاداً بالخروج في مظاهرة مضادة”.
أما صحيفة “شفيبيشه تسايتونغ” فقد عبرت عن قلقها على الديمقراطية الألمانية، وكتبت تقول:
“من يعتقد أن الديمقراطية هبة طبيعية وليست في خطر فعليه أن يشاهد مقاطع الفيديو الأخيرة من كيمنيتس. فهي تظهر مواطنين قلقين يمشون مثل اليرنب القطبي خلف نازيين وكارهين آخرين للديمقراطية. فالسم يتوغل داخل جميع الطبقات”.
من جانبها لاحظت صحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونغ” بالقول:
” دولة القانون تواجه في ولاية ساكسونيا اختبارا. السياسة والشرطة والاستخبارات يجب أن تنظر بإمعان وأن تتدخل بصفة أقوى. وإلا فإن سلسلة الجنح اليمينية المتطرفة والمعادية للأجانب في الولاية لن تتوقف. واستراتيجية وحيدة هي التي تنفع: صرامة تامة. وهذا ينطبق أيضا على اللاجئين الذين يرتكبون هنا في البلاد جرائم. فقط عندما تتابع دولة القانون بإصرار وبدون النظر إلى الشخص أو الأصل كل جناية، فإنها تكسب ثقة المواطنين”.
صحيفة ” شتوتغارتر تسايتونغ” كتبت تقول:
“جنسية المشتبه بهم لا تعلل أبداً المطاردة العنصرية مثل ما حصلت الأحد في كيمنتس. فهي تعود لغريزة خسيسة وتكشف عن قوة تحريض مخيفة لم تتفجر للمرة الأولى في كل زاوية من الجمهورية. العدالة الذاتية التي يتطلع لها هؤلاء الناس ليست إلا شكلاً من الهمجية”.
في الموقع الإلكتروني لمجلة “شبيغل” كتب صاحب العمود ياكوب أوغشتاين أنه ليس صدفة أن ترتبط في كل مرة ولاية ساكسونيا بأعمال عنف من اليمين المتطرف. فالوضع مقلق هناك منذ مدة:
“أين نحن؟ رجل تم قتله. ولا يُعرف إلى حد الآن شيء دقيق عن الظروف أو الجناة. لكن الشائعة تفجرت: إنه كان أجنبياً. وتجمع الحشد. المئات في وقت وجيز. جابوا المدينة. ومراقبون تحدثوا عن مطاردة “الأجانب”. وحفل في المدينة يتوقف قبل الموعد. ويبدو أن الشرطة كانت مجهدة. أين نحن؟ في كيمنتس، في ساكسونيا، بالطبع دوماً من جديد ساكسونيا.
ساكسونيا تشبه الإنترنت. فقط في شكل حقيقي. فالكراهية المقيتة التي نتنشر في الشبكة ـ هي موجودة في الشارع في ساكسونيا. مقاطع الفيديو تظهرهم أولئك الرجال السمان والحليقي الرؤوس التي تظهر كالقضيب بأذنين ـ لكن قضيب مع نظارة شمسية… ساكسونيا هي طفل المشاكل بين الولايات الاتحادية الجديدة. فطبقاً لاستطلاع الرأي الأخير فإن حزب البديل من أجل ألمانيا يحتل مرتبة ثاني أقوى حزب بعد الحزب المسيحي الديمقراطي. وخلال الانتخابات التشريعية حصل الحزب على أصوات أكثر. لا لم نخسر ساكسونيا بكاملها. لكن الديمقراطي في ساكسونيا ـ يبقى وحيداً”.
المصدر: دويتشه فيلله – ر.ز/ م.أ.م