القضاء الألماني يبدأ محاكمة مترجم للجيش وزوجته بتهمة التجسس لصالح إيران
بدأ القضاء الألماني الإثنين 20 كانون الثاني/ يناير محاكمة مترجم ألماني أفغاني للجيش متهم بالتجسس لحساب إيران في قضية “خيانة”.
وقالت المحكمة العليا في كوبلنز بوسط غرب ألمانيا إنه يشتبه بأن الرجل الذي عَرَّفت عنه باسم “عبدول اس” (51 عاماً) ارتكب “خيانة في قضية تتسم بخطورة وانتهاك للأسرار المهنية في 18 حالة”.
ويمكن أن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وذكرت المحكمة ان المتهم الموقوف منذ أكثر من عام “لم يتحدث حتى الآن بشكل عملي عن الوقائع التي تنسب إليه”.
وستحاكم زوجته “آسيا اس” (40 عاماً) معه بتهمة “التواطؤ في الخيانة” لأنها “دعمت زوجها منذ البداية” في أعماله غير القانونية المفترضة، مما يعرضها لعقوبة السجن لمدة 11 عاماً.
من جهتها، قالت ناطقة باسم المحكمة لوكالة فرانس برس “يجب أن ننتظر مناقشة الاتهامات الملموسة خلال جلسات غير علنية”.
ويشتبه بأن الرجل الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والأفغانية، قام بصفته مترجم موظف في الجيش الألماني “بنقل أسرار دولة ذات طابع عسكري إلى مساعديه في إدارة الاستخبارات الإيرانية”، كما ورد في محضر الاتهام الذي صدر عن النيابة الفدرالية، المسؤولة عن قضايا الإرهاب والتجسس.
وكان يعمل كموظف مدني لسنوات مترجماً وكذلك مستشاراً ثقافياً ولغوياً في ثكنة هاينريش هيرتز في داون بالقرب من مدينة كوبلنز.
وذكرت مجلة دير شبيغل أن القضية تتسم بحساسية عالية بالنسبة للجيش الألماني لأن الرجل كان يعمل مترجم في وحدة متخصصة بالحرب الإلكترونية، يقوم فيها بترجمة تسجيلات اتصالات هاتفية ورسائل لاسلكية لحركة طالبان يتم اعتراضها في أفغانستان.
لكن المحققين يرون أن “احتمال أن يكون تمكن من تمرير معلومات سرية عن القوات الألمانية في المكان، ضئيل”.
وبحسب “دير شبيغل” فقد تم كشف المترجم، عن طريق السماح له بالاطلاع على وثائق سرية مفبركة، فقام بتسليمها بسرعة إلى الجهات التي يتصل بها.
وأفاد تقرير لجهاز الاستخبارات الداخلية الألماني أن إيران واحدة من أنشط الدول في مجال التجسس في البلاد، إلى جانب روسيا والصين.
وقال التقرير إن الاستخبارات الإيرانية “تبحث بانتظام عن مصادر مناسبة لتغطية احتياجات النظام للمعلومات”.
وشهدت ألمانيا في تاريخها الحديث عدداً من قضايا التجسس المدوية.
ففي عام 2016، حكم على ماركوس رايشل رجل الاستخبارات الألمانية السابق، بالسجن ثماني سنوات بتهمة “الخيانة العظمى” بعد اعترافه بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) وروسيا.
وفي 2011، حكم القضاء الألماني بالسجن على زوجين بتهمة التجسس لحساب الاستخبارات الروسية لأكثر من عشرين عاماً.
المصدر: (فرانس برس)
اقرأ/ي أيضاً:
دعوى قضائية ضد الاستخبارات الألمانية لحماية المواطنين من “المراقبة الجماعية”
في فضيحة تجسس: الحكومة الألمانية تتجسس على أصدقائها
هولندا: رفض طلب لجوء “جاسوس سوري” يعمل لصالح مخابرات الأسد في ألمانيا
عمليات التجسس الأمريكي تسبب خسائر بالمليارات للاقتصاد الألماني
التجسس وفضائحه عبر التاريخ الحديث