أخبار ألمانيا: يأمل الشاب السوري، طارق الأوس، البالغ من العمر 31 عاماً أن يصبح أول لاجئ سوري يدخل البوندستاغ، البرلمان الألماني، إذ أعلن الثلاثاء 2 فبراير/شباط 2021، ترشُّحه عن حزب الخضر لتمثيل مدينة أوبرهاوزن في ولاية شمال الراين وستفاليا الغربية.
تقرير شبكة DW الألمانية أوضح، الأربعاء 3 فبراير/ شباط، أنه قبل سبع سنوات، كان طارق الأوس يدرس الحقوق في حلب ودمشق. ومع اندلاع الثورة السورية، شارك في مظاهراتٍ سلمية وقدَّم مساعداتٍ إنسانية للهلال الأحمر مع اتساع مناطق الحرب. وبعد فترةٍ وجيزةٍ من التردُّد، قرَّر الفرار من البلاد في يوليو/ تموز 2015. لكن في النهاية، أصبح طارق الأوس أول لاجئ سوري يترشح للبرلمان الألماني. إذ قال الأوس في فيديو لحملته على منصة تويتر: “في ألمانيا، ولاية شمال الراين وستفاليا هي موطني. كانت بداية عملي السياسي هنا في دائرتي الانتخابية في أوبرهاوزن”.
Ich kandidiere als erste aus Syrien geflüchtete Person für den #Bundestag. #kandidat @Die_Gruenen pic.twitter.com/GNrXCbtlJX
— Tareq Alaows (@Tareq_Alaows) February 2, 2021
الترشح لعضوية البرلمان الألماني
من المُقرَّر أن تُجري ألمانيا انتخاباتٍ برلمانية في 26 سبتمبر/ أيلول، بعد ما يقرب من ست سنوات من فتح المستشارة أنغيلا ميركل حدود بلادها أمام الأوس ومئات الآلاف من المهاجرين واللاجئين الآخرين من سوريا التي مزَّقَتها الحرب، ومن بلدانٍ أخرى كذلك.
فيما تُعَدُّ هذه ثاني انتخاباتٍ عامة منذ ذلك الحين، وتميَّزَت أول انتخابات، عام 2017، بوصول حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي كقوةٍ معارضةٍ في البرلمان الألماني.
بعد رحلة قاسية عبر طريق البلقان السيئ
لمدة شهرين، سافر طارق الأوس مع آلافٍ آخرين عبر طريق البلقان سيئ الصيت، وانتهى به الأمر في نهاية المطاف إلى الإقامة في صالةٍ للألعاب الرياضية في مدينة بوخوم بولاية شمال الراين وستفاليا.
صرَّح لصحيفة Tagesspiegel الألمانية قائلاً: “كلُّ ما أردته هو حياة آمنة وكرامة”. وإثر صدمته من الظروف المعيشية التي عاش في ظلِّها في ألمانيا، شارك في غضون شهرين في تأسيس مبادرةٍ تدعوة إلى زيادة المشاركة وتحسين الإسكان للمهاجرين.
في خلال ستة أشهر فقط تعلَّم اللغة الألمانية. وبعد ذلك بوقتٍ قصير، بدأ مهنةً جديدةً كأخصائي اجتماعي، حيث قدَّم المشورة القانونية للاجئين الآخرين.
في عام 2018، وبينما اشتبك السياسيون حول السماح لمزيدٍ من الوافدين الجدد إلى أوروبا، شارك الأوس في تأسيس تحالف Seebrücke أو “الجسر البحري”، الذي يواصل حملته من أجل إنقاذ اللاجئين في البحر.
لاجئ سوري صوت لكل اللاجئين
باعتباره مُرشَّحاً عن حزب الخضر الذي يركِّز على الحفاظ على البيئة، يؤكِّد اللاجئ السوري طارق الأوس على الصلة بين تغيُّر المناخ وسياسات الهجرة. وقال في فيديو حملته على تويتر: “ستزيد أزمة المناخ من تفاقم وضع الناس في جنوب الكرة الأرضية، ولهذا السبب يجب أن تركِّز سياسات المناخ العادلة على اللاجئين والهجرة”.
كما أضاف طارق الأوس أنه بصفته أول لاجئ سوري يترشح إلى البوندستاغ (البرلمان الألماني)، فإنه يريد أن يمنح صوتاً سياسياً لمئات الآلاف من الأشخاص الذين أُجبِروا على الفرار من بلادهم والذين يعيشون الآن في ألمانيا. وقال إنه إذا نجح في الانتخابات، فإنه يأمل أن يكون “صوتاً لكلِّ اللاجئين”.
المصدر: arabicpost