عبد الرزاق حمدون*
يبدو أن انشغال الوسط الرياضي الأوروبي والعالمي بقمّة يوم الأربعاء بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان و الصدى الإعلامي الكبير الذي سبق لقاء ستاد البرنابيو أنسى معظم المتابعين مباراة لا تقل أهمّيةً ستقام يوم الثلاثاء تجمع بين يوفنتوس الإيطالي وضيفه توتنهام الإنكليزي.
يستضيف يوفنتوس على ملعبه في مدينة تورينو نادي توتنهام في قمّة تجمع بين ثاني الكالتشيو الإيطالي وخامس البريميرليغ الإنكليزي، مواجهة تاريخية لأول مرّة تجمع الفريقان وجهاً لوجه في مسابقة دوري أبطال أوروبا، سنشهد لقاء بين خبرة سيدة إيطاليا العجوز أمام مشروع ديوك لندن الواعد كما صرّح المدرب الأرجنتيني بوتشيتينيو في المؤتمر الصحفي قبيل قمّة اليوم عندما أظهر الكثير من الاحترام لتاريخ مستضيفه بطل إيطاليا ووصيف المسابقة العام الماضي.
هناك الكثير من العناوين التي يمكن أن نطلقها على مباراة ستاد آليانز تورينو وجميعها يصنّف تحت بند عُرف وتقاليد كرة القدم القديم منها والحديث المرتبط بإسمي الفريقين سواء على الساحة الأوروبية والمحلّية، فلو نظرنا إليهما عن كثب سنلاحظ أهم تلك العناوين هي:
-المستوى الثابت أمام الأداء الممتع
ما يقدّمه يوفنتوس على المستوى المحلّي يدعو جماهيره بالتفاؤل أمام مواجهة توتنهام في دوري الأبطال، حيث أن الخسارة الأخيرة لفريقهم هذا الموسم تعود إلى يوم 19 نوفمبر الماضي أمام سامبدوريا بنتيجة 3-2، وتمكّن بعدها فريق المدرب أليغري من تدارك الموقف ليحقق بعدها 14 انتصار وتعادلين في جميع المباريات على مستوى البطولات التي يلعب فيها.
على الطرف الآخر فإن الفريق الانكليزي الضيف وبالرغم من تواضع مركزه محلّياً مقارنةً بالموسمين الأخيرين إلا أنه يعتبر أحد أفضل الأندية التي تقدّم كرة قدم جميلة وممتعة في سماء البريميرليغ بشهادة جميع النقّاد والمتابعين والمحللين، فريق يتميز بروح الشباب والانسجام العالي بين أفراده عدا عن إيمان لاعبيه بصنع المعجزات في أوقات صعبة للغاية.
-المرونة التكتيكية
لعلّ هذا العنوان يبدو متوافراً في الفريقين بشكل كبير ويعتبر القاسم المشترك بينهما، فكلا المدربين يعشقان عالم التكتيك البحت ومن خصالهما في استلام أي فريق هو التجريب والتغيير الخططي على مستوى تبديل المراكز وطريقة اللعب والابتعاد عن الروتين مما يعطي اللاعبين بعُد أوسع داخل المستطيل الأخضر.
حسب المواقع المختصّة بعالم الإحصاء الكروي فإن المدربان قدّ لعبا خلال هذا الموسم بأكثر من طريقة لعب أبرزها الـ 4-2-3-1 المشتركة بينهما عدا عن التنوع في مراكز خط وسط الميدان، أي بالمعنى الأدق نحن أمام مباراة أشبه بالشطرنج بين بوتشيتينو وأليغري.
-الصلابة الدفاعية أمام التمرّس الهجومي
لغة الأرقام في عالم كرة القدم لا تكذب وتعطي نسبة كبيرة من أداء الفرق وهويّتها في اللعب، ولو تعمقنا بإحصائيات يوفنتوس وتوتنهام في مسابقة دوري أبطال أوروبا سنرى أن يوفنتوس على أرضه لم يتلقِ سوى هدفاً وحيداً فقط وكان من فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي بالرغم من تواجد برشلونة في مجموعته.
أما زملاء المهاجم هاري كين فقد قدّموا أنفسهم كأحد أفضل الخطوط الهجومية في هذه البطولة ووصلت أهدافهم إلى 14 منهم 6 خارج ميدانهم واثنان منهما على ريال مدريد في السنتياغو برنابيو في المباراة التي انتهت 2-2، أي أنهم يسجلون أمام أي خصم وعلى أرضية أي ملعب كان.
قمّة يوفنتوس توتنهام يبدو أنها ظُلمت بسبب تواجدها مع كل من مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان، وبرشلونة أمام تشيلسي، لكن تبقى لها طابع خاص عند الكثير من عشّاق كرة القدم والتكتيك.