عبد الرزاق حمدون*
الظلم الكروي وسوء الحظ هو جزء من لعبة كرة القدم لكن تكراره في مرّات متتالية يتحول إلى مشكلة متواجدة في الفريق أو أسلوب اللعب الذي يقدّمه، ليصبح الحظ العاثر عنواناً بارزاً لمبارياته. من تابع منتخب المغرب في نهائيات كأس العالم سيخرج بجملة واحدة أن الكرة لم تنصف أسود الأطلس في لقائيه أمام إيران والبرتغال.
بالرغم من التفوّق الكبير الذي فرضه منتخب المغرب في كلا المباراتين من سيطرة وتمرير ودقة في التمرير والانتشار الجيّد في أرجاء الملعب وعلى الأطرف، وفي عدد التسديدات أظهر لاعبو المغرب قدرة كبيرة على تهديد الخصوم منها مباشرة على المرمى وبعضها بجانبه من قبل زيّاش وامرابط وبلهده والأحمدي، لكن أمام هذه الأرقام الرائعة التي سجلّها الأسود كان هناك عقم واضح وشائبة واضحة ربما كانت الأهم في ترجمة السيطرة وتحويلها إلى أهداف وحصد نقاط المباراة.
الأداء القوي من المنتخب المغربي كان يشبه سلسلة من الحلقات المرتبطة ببعضها لكنها افتقدت للحلقة الأخيرة وهي تواجد المهاجم القنّاص الذي يتكفل بعرضيات وتمريرات لاعبي خط الوسط، والقادر على خلق الفرص بمفرده والمشاكس بين قلوب دفاع الخصم. كان بحث زيّاش وامرابط والبقية متواصل خلال مباراة إيران عن المهاجم القنّاص الذي يضع الكرة في شباك الحارس الإيراني، واستمرّت المعضلة إلى مقابلة البرتغال التي حسمت الأمور برأسية رونالدو منذ الدقائق الأولى وبعدها سلّمت المباراة لنجوم المغرب الذين هددوا مرمى باتريسيو بالعديد من الكرات الجانبية والتي نقصها لمسة الهدّاف.
في العودة إلى أرقام المواجهتين سنرى بأن المنتخب المغربي بدأ مباراة إيران بالمهاجم أيوب الكعبي الذي قدّم مستوى متواضع جداً فقد لمس الكرة في 14 مناسبة فقط خلال 77 دقيقة خاضها أمام إيران المتواضعة، سدد كرة واحدة خارج الأخشاب ووصلت نسبة دقة تمريراته إلى 43% بـ 7 تمريرات منها 3 صحيحة فقط. أرقام ضيئلة ومتواضعة جداً لمهاجم مع منتخب يشارك في كأس العالم، وبالعودة إلى أرشيفه الاحترافي فهو لاعب في نادي نهضة بركان المغربي.
أمام البرتغال قام الفرنسي برنارد مدرب المغرب بتغيير الكعبي وتعويضه بالمهاجم الثاني خالد بوطيب الذي ينشط بأحد الأندية المغمورة في الدوري التركي. 15 تسديدة قام بها لاعبو منتخب المغرب في مقابلة البرتغال كان نصيب المهاجم بوطيب تسديدة واحدة فقط وخارج المرمى، ولمس الكرة 30 مرّة خلال 69 دقيقة.
المغرب خرجت من المونديال كأول منتخب يغادر روسيا مبكراً لكنها تركت بصمة في قلوب جميع المتابعين وخاصة العرب في سوء الحظ الذي لازمها لكنه كان مع سبق الإصرار على الفشل.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا