عبد الرزاق حمدون*
لم تكن تقنية حكم الفيديو وحيدةً في مونديال روسيا، بل شهد مونديال 2018 اجتياحاً تكنولوجياً لأكثر رياضة شعبية في العالم، وأضحت هذه التظاهرة العالمية مسرحاً لكي تبرهن بعض الشركات المختصة أنها قادرة على ابتكار معدات رياضية، تخدم مستقبل هذه اللعبة ومواكبة للتطور.
تقنية حكم الفيديو الـ VAR
الأكثر جدلية في مونديال روسيا لأنها كانت الأكثر ظهوراً للمتابعين، وتعد النسخة الواحدة والعشرون من البطولة هي الأولى من نوعها في استخدام تقنية الفيديو كأداة إضافية داعمة للحكام، ومع ذلك تستخدم لتصحيح الأخطاء الواضحة والحوادث التي تظهر فيها الحاجة للتدخل في اتخاذ القرار فقط، ويمكن للحكام الاعتماد على المعلومات الشفهية من حكم الفيديو المساعد أو مراجعة اللقطات الخاصة بحادثة معينة بأنفسهم عبر شاشة مراقبة على جانب الملعب.
أنظمة التتبع وقياس الأداء الإلكترونية (EPTS: Electronic Performance and Tracking Systems)
تعد هذه التقنية الأكثر إثارةً للإعجاب من بين التقنيات التي قدمتها الفيفا، إذ أنها تُمكن جميع الفرق المشاركة من الوصول إلى هذه الأنظمة لتتبع وتحسين أداء اللاعبين والفرق. تتتبع أنظمة “EPTS” المجهزة بآلات التصوير والتقنيات القابلة للارتداء، مواقع اللاعبين والكرة عبر حواسيب لوحية، وتوفر إحصائيات ومقاطع فيديو لللاعبين يستفيد منها المدربون، حيث يستقبل كل فريق هذه البيانات عبر ثلاثة حواسيب لوحية، أحدها للمحلل على دكة البدلاء والآخر للفريق الطبي والثالث للمحلل الجالس في المدرجات، و تُجمع المعلومات بواسطة كاميرتين ضوئيتين مثبتتين على المنصة الرئيسة.
تتيح المعلومات الفنية المستمدة وروابط الاتصال المقدمة من هذه التقنية، التفاعل المستمر في الوقت الحقيقي. الأمر الذي يؤمن الدعم لمدربي الفرق في اتخاذ قراراتهم أثناء المباراة.
كرة أديداس المتطورة (Telstar 18)
الكرة الرسمية لكأس العالم 2018 صنعتها الشركة العالمية الشهيرة Adidas، ويعتبر استخدامها لشريحة اتصالات مدمجة (NFC) المِيزة الأكثر إثارةً فيها. توفر هذه الشريحة تقنية التواصل قريب المدى من خلال جهازين أحدهما للإرسال والآخر للاستقبال، لتمكن مستخدميها من التفاعل مع الكرة، باستخدام هاتف ذكي بنظام Android أو IOS. فعند بدء التفاعل، تقوم كل كرة بتوليد معرف خاص بها، يوفر بيانات ومعلومات حصرية للمستخدم.
ساعات الحكام الذكية (Big Bang)
صممت هذه الساعات الذكية خصيصاً لهذا الحدث من قبل شركة Hublot، وتعمل هذه الساعة الذكية ذات الإصدار المحدود وفق نظام التشغيل Wear من Google، وتتيح للحكام التواصل مع تقنية الفيديو المساعدة على أرض الملعب، كما وصلت الساعة بتقنية خط المرمى وهو نظام مساعد إلكتروني يتتبع اتجاه الكرة بدقة كبيرة ليكتشف تجاوز الكرة لخط المرمى من عدمه.
تقنية خط المرمى (Goal-Line Technology)
تم اعتمادها بشكل رسمي في بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل، وساعدت هذه التقنية الحكام في ثلاثة مناسبات في النسخة السابقة، واستمر اعتماد الحكام عليها خلال مونديال روسيا، إذ جهزت الملاعب المشاركة بهذه التقنية لمعالجة المعلومات عبر 14 كاميرا عالية السرعة ترسل الإشارات خلال ثانية واحدة إلى ساعة الحكم مشيرةً إلى عبور الكرة لخط المرمى.
يبقى أن نقول أن تميز المونديال الروسي لم يكن من ناحية الملاعب الفخمة أو الإقامة المريحة للمنتخبات المشاركة، إنما المشاركة الواسعة للتكنولوجيا في رياضة كرة القدم والتي من المرجح أن تحولها إلى لعبة إلكترونية في المستقبل.
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا