المحامي رضوان اسخيطة. باحث دكتوراه في أمن البيانات وقوانينه
تكررت في الآونة الأخيرة حوادث تتعلق بشبان يافعين تم استجرارهم لسلوك خاطئ أو الإساءة إليهم عبر الإنترنت. ولتوضيح خطورة ذلك نشير إلى أنه بحسب إحصائيات عام 2020، فإن اليافع يقضي حوالي 258 دقيقة يومياً على الإنترنت.
محلياً يوجد منذ العام 2002 قانون في ألمانيا يسمى حماية الشباب، ويهدف بشكل رئيسي إلى حماية الشباب في الأماكن العامة وينظم بيع وتوزيع واستهلاك التبغ والسجائر الإلكترونية والشيشة الإلكترونية والكحول. كما ينظم قانون الحماية هذا زيارة المطاعم ونوادي الرقص، ويقصد بالشباب أو اليافعين في هذا القانون في ألمانيا الأشخاص الذين أتموا الرابعة عشر ولم يتجاوزوا الثامنة عشر من عمرهم كما نص القانون في مادته الأولى.
تم في تشرين الأول عام 2020، تعديل قانون حماية الشياب في ألمانيا مع تاريخ نفاذ ابتداء من نيسان 2021، وركزت التعديلات الجديدة على أن اليافعين يقضون الكثير من الوقت على الإنترنت ولذلك يجب حمايتهم من مخاطره، بما في ذلك التنمر الإلكتروني أو التحرش الجنسي عبر الإنترنت، ولذلك وضع القانون التزامات جديدة على عاتق مزودي الخدمات الإلكترونية عبر الإنترنت، كشبكات التواصل الاجتماعي والمتاجر الإلكترونية لبيع الأفلام والبرامج ومنصات الدردشة، هذه الالتزامات تتضمن وضع إعدادات افتراضية ضمن برمجياتهم التي يستخدمها اليافعون بما يضمن حماية أكبر من الجرائم السيبرانية، وتضمن إمكانية أفضل لتعقب أي فعل يستهدف اليافعين على الإنترنت.
اقرأ/ي أيضاً: تعرف أكثر على حقوق اللاجئين القاصرين في ألمانيا؟
كذلك يجب أن يُعدّ موفرو الخدمات الإلكترونية أنظمتهم بشكلٍ يسهل لليافع تقديم شكوى أو طلب مساعدة في حال تعرضه لتهديد أو تحرش إلكتروني، وكذلك يجب أن يتمكن الأهل من خلال هذه المنصات من مرافقة أبنائهم اليافعين أثناء استعمالهم لهذه المنصات وإمكانية تعطيل خيارات قد يجدونها مصدر خطر على أبنائهم، فمثلاً يجب على منصات الشبكات الاجتماعية إعطاء خيار للأهل لقفل الدردشة مع الغرباء في حسابات أبنائهم، وكذلك القدرة على مراقبة الدفع والتكلفة الخاصة باستعمال أبنائهم للخدمات المقدمة من هذه المنصات.
شروط إضافية على مواقع ومنتجي الأفلام والألعاب
أما مواقع ومنتجو الأفلام والألعاب فلقد تم فرض شروط إضافية عليهم؛ تتضمن إلزامية تضمين وصف المنتج للفئة العمرية المناسبة للمحتوى، ليس فقط بسبب محتوى عنيف أو غير مناسب كما في السابق، بل كذلك في حال إتاحة المنتج أو اللعبة الإلكترونية على سبيل المثال لإمكانية التواصل مع غرباء وهذا يجعل اقتناء اللعبة مسموحاً فقط ابتداء من سن معين.
توسع القانون في تطبيق هذه الالتزامات ليشمل مزودي الخدمة المحليين والعالميين أيضاً مما فرض على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها ممن يخصهم هذا القانون البدء بعمل تغييرات تتناسب مع المتطلبات المنصوص عليها لتتمكن من الاستمرار بتقديم الخدمة ضمن ألمانيا.
اقرأ/ي أيضاً: بعد عدة فضائح هزت ألمانيا.. مشروع قانون لمكافحة العنف الجنسي بحق الأطفال
ومن أجل الرقابة على تطبيق هذه الالتزامات الجديدة، تم إنشاء المركز الفيدرالي لمراقبة المحتوى الموجه للأطفال والشباب BPJM، والذي سيراقب التزام المزودين والبائعين بتعليمات القانون المعدل وللمركز الحق في فرض غرامات قد تصل إلى 50 مليون يورو في حال عدم الانصياع لتوجيهات المركز بالرغم من التحذير الأولي.
هذا القانون لقي صدى في الشبكات الاجتماعية العملاقة ومنها منصة إنستغرام التي أعلنت عن تعديل يتضمن ميزة جديدة لحماية الشباب من الاتصال غير المعروف من بالغين غرباء فإذا أراد شخص بالغ إرسال رسالة إلى مراهق ليس من ضمن متابعيه، فسيتم إخطار الشخص البالغ بأن المراسلة المباشرة غير ممكنة لأغراض تتعلق بحماية اليافعين.