طلب اللجوء اللاحق في ألمانيا: قد يفقد الشخص حقه في الحصول على حماية الدولة الألمانية وفق قانون اللجوء وذلك بسبب عدم قدرته على إقناع دائرة اللاجئين باستحقاقه اللجوء.
ويتم رفض طلب اللجوء أما بسبب فقدان الأدلة أو بسبب عدم كفايتها، وتبعاً لذلك قد يصدر قرار بالترحيل إلى الدولة الأم أو إلى أي دولة أخرى. وفي بعض الحالات قد يصدر قرار رفض طلب اللجوء لكن دون القدرة على تنفيذه، بسبب عدم وجود وثائق تثبت انتماء مقدم الطلب إلى الدولة التي صرح بأنه يحمل جنسيتها.
عندما يتم رفض أي طلب لجوء من قبل دائرة الهجرة واللاجئين ومن قبل المحكمة الإدارية والمحكمة العليا، يبقى الأمل في البقاء في ألمانيا قائماً على الحصول على وثيقة “Duldung”، أي وقف الترحيل.
ترتبط هذه الوثيقة بالوضع الصحي والعائلي والمهني للشخص الذي صدر بحقه قرار الترحيل. وفي بعض الأحيان لا يستطيع صاحب هذه الوثيقة العمل بموجبها إلا بشروط معينة. في هذه الحالة يستطيع بعض الأشخاص أن يستفيدوا من اللجوء الكنسي أو الحصول على أي نوع من الإقامة من خلال طلب اللجوء اللاحق في ألمانيا.
طلب اللجوء اللاحق في ألمانيا (Asylfolgeantrag):
من يستطيع تقديم طلب اللجوء اللاحق في ألمانيا؟ الأشخاص الذين تم رفض طلبات لجوئهم وصدر بحقهم قرار ترحيل، وكذلك الأشخاص الحاصلين على الحماية الفرعية لكنهم يعتقدون أنهم يستحقون اللجوء.
اقرأ/ي أيضاً: الإقامة الدائمة للقاصرين والإقامة للأطفال المولودين في ألمانيا
إذا كانت هناك أسباب جديدة لم يتم فحصها بعد في إجراءات اللجوء أو لم تُعرف إلا بعد اكتمال هذه الإجراءات، فإنه من الضرورة التقدم بطلب لجوء لاحق. تحقق دائرة الهجرة في البداية في الأسباب المقدمة من صاحب الطلب قبل الموافقة على فتح الملف، وهي كالتالي:
- تغيير في الموقف السياسي:
على سبيل المثال تغيير في الوضع السياسي في البلد الأصلي قد يؤدي إلى خطر جديد أو أشد بالنسبة لمقدم الطلب. - اندلاع حرب (أهلية) في البلد الأصلي:
مثلاً ان يكون الشخص قد تقدم بطلب لجوء وتم رفضه وفي هذه الأثناء اندلعت حرب أهلية في البلد، أو كان محايداً ومن ثم قام بنشاطات سياسية ضد حكومة بلده وصدرت قرارات توقيفه أو اعتقاله او حبسه. أو حتى تدهور الحالة الصحية لمقدم الطلب وحينها قد يحصل على منع الترحيل وفق المادة 25 الفقرة 3، وهي أحد أنواع الإقامات وليست وثيقة وقف ترحيل. - تغيير في الوضع الشخصي:
يمكن أيضًا تقديم طلب اللجوء اللاحق إذا كان الشخص يعاني من صدمة حادة في حالة الحرب لم يتم اكتشافها من قبل، أو إذا كان لديه مرض شديد غير قابل للشفاء أو المداواة في البلد الأصلي. مركز المشورة أو المحامي يمكنهم تقديم المساعدة في هذه الحالة لمعرفة ما إذا كان طلب اللجوء الجديد معقولًا ومفيدًا. - الحصول على أدلة جديدة:
مثل الأوراق التي تثبت اضطهاد الشخص أو تقرير طبي جديد أو شاهد من بلدك دخل البلد منذ ذلك الحين. ومع ذلك، فإن الأدلة الجديدة ليست سوى سبب لإعادة فتح القضية.
اقرأ/ي أيضاً: الزاوية القانونية: لم الشمل عن طريق الكفالة المالية وفق القانون الألماني
أهم الخطوات التي يجب على مقدم طلب اللجوء اللاحق في ألمانيا أن يقوم بها قبل تقديم الطلب:
- جمع الأدلة:
لابد للشخص أن يجمع الأدلة الجديدة التي تثبت حقه في الحصول على اللجوء ومن الأفضل تقديمها مع الطلب ومنها: صور عن مذكرات التوقيف، أو قرارات السجن والتي لم تكن متوافرة أثناء مرحلة اللجوء الأولى. إثباتات عن النشاطات التي قام بها الشخص بعد وصوله إلى ألمانيا. إثباتات عن تدهور الحالة الصحية لمقدم الطلب بعد صدور قرار رفض طلب اللجوء. - التحضير للاستجواب:
من أهم الإجراءات التي يجب أن يتبعها مقدم طلب اللجوء اللاحق هو التحضير المسبق للاستجواب، وذلك ليكون متأكداً من قدرته على توضيح النقاط الهامة التي يستطيع بموجبها الحصول على الموافقة. وهذا التحضير يمكن أن يكون متوفر مجاناً لدى المنظمات أو الجمعيات التي تساعد اللاجئين.
يفحص المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا طلب اللجوء اللاحق على مرحلتين:
- أولاً: يتحقق مما إذا كانت هناك أسباب لإعادة فتح الملف.
- ثانياً: يفحص الطلب وإذا ما كان يستحق مقدمه الحصول على حق اللجوء أو منع الترحيل.
اللجوء الكنسي:
لا يرتبط اللجوء الكنسي بطلب اللجوء اللاحق في ألمانيا. وإنما هو طريق آخر للحصول على حماية الكنيسة، أو لكسب الوقت لمنع الترحيل، أو حتى تغيير الوضع للحصول على أي نوع من الإقامة.
خاص أبواب
إعداد: جلال محمد أمين. محامي ومستشار قانوني سوري مقيم في ألمانيا