يسعى اللاجئون والمهاجرون والقادمون الجدد إلى ألمانيا، إلى الحصول على فرصة للعمل في السوق الألماني، والعودة إلى الحياة العملية والمهام التي كانوا يمارسونها في بلدانهم، أو دخول عوالم جديدة من العمل، وفي كلتا الحالتين، ينبغي عليهم أن التعرف على الاختلافات الثقافية في مكان العمل الألماني. حيث يعتبر التعود على ثقافة مكان العمل من أهم التحديات التي تواجه الأجانب في وظائفهم الجديدة في ألمانيا.
من الممكن أن تختلف ثقافة عمل الشركة من منطقة إلى أخرى في ألمانيا، ولكن هناك بعض الأمور التي من الممكن أن تكون مشتركة، وإليكم بعضها:
1- المباشرة في الإجابة
داخل وخارج مكان العمل، من الموظفين إلى عاملي محلات السوبر ماركت، من المعروف أن الألمان أكثر مباشرة مقارنة بأشخاص من ثقافات أخرى، فقد يعتذر زميلك بالقول : “آسف، لست متاحًا” ولكنه أيضاً يمكن أن يقول لك بكل بساطة : “لا” بشكل صريح.
2- لا تأخذ النقد بشكل شخصي
على سبيل المثال، إذا كنت تتعرض لانتقادات في عملك، فلا ينبغي أن تأخذ ذلك بشكل شخصي، حيث أن تنوع الآراء في مكان العمل الألماني، واختلاف وجهات النظر ونقدها هو شيء إيجابي، وبتلك الوسائل فقط يمكن الوصول إلى العمل الأفضل.
اقرأ/ي أيضاً: ماذا يكره الألمان ؟ عن بعض العادات الاجتماعية والثقافية التي يتحاشاها السواح
3- الأحاديث الصغيرة ليست محبذة دائماً
في حين أنه من الشائع والطبيعي للعمال في دول عديدة أن يتحدث الناس ببداية أي اجتماع، بالقليل من الأحاديث الصغيرة والبسيطة، إلا أن هذا يمكن أن يكون غير محبذاً في العديد من أماكن العمل الألمانية، حيث تفقد الدردشة البسيطة قيمتها غالباً.
يفضل الألمان إجراء مناقشات مثل الحديث عن السياسة أو ما يحدث في العالم. الأحاديث القصيرة والبسيطة ليست مرضية ويُنظر إليها أحياناً على أنها سطحية، أو “مضيعة للوقت”. يمكن للزملاء بعد العطلة الدردشة عن ما حدث في عطلة نهاية الأسبوع، أو عن حالة الطقس الحالية، في فترات الراحة بين الاجتماعات أو وقت الغداء.
يفضل البعض عدم إجراء المحادثة القصيرة والحديث الشخصي بين الزملاء، لتجنب الحديث على المستوى الشخصي، كما أن الأسئلة والأجوبة تستغرق بعض الوقت، وتتطلب الصبر، ويعتبر مكان العمل غير مناسب لها برأي البعض.
4- الفصل بين الحياة الشخصية والمهنية
فيما يتعلق بموضوع التعرف على زملائك في العمل على المستوى الشخصي، من الشائع جدًا في ألمانيا أن يبقي الأشخاص حياتهم الخاصة منفصلة عن حياتهم المهنية. يعتاد البعض الخروج مع الزملاء في العمل بعد يوم طويل في المكتب، ولكن آخرين لن يقوموا بذلك، لأنهم يفضلون قضاء الوقت مع عائلاتهم أو أصدقائهم في المساء.
كما أنه ليس بالضرورة أن تكون بيئة العمل الألمانية هي المكان الذي ستكوّن فيه صداقات حميمة، فالعمل مكان للعمل. هذا يعني أنه قد يكون من الجيد تجنب طرح الأسئلة الشخصية للغاية في بداية علاقات العمل حيث يمكن اعتبارها غير مناسبة أو حتى مزعجة. يميل الناس في جو العمل داخل ألمانيا إلى “الاعتناء بحياتهم الخاصة وحمايتها”، وهذا متجذر في القيم الأساسية التي تتعلق بالعائلة.
5- صيغة الخطاب مع الزملاء
من أهم النصائح للأجانب الحريصين على العمل هي تعلم اللغة بأسرع ما يمكن، فهو جانب مهم للاندماج في مكان العمل. من المهم أيضاً معرفة الكلمات الرسمية وغير الرسمية ذات الصلة باستخدام أنتم وأنت.
في ألمانيا، تبدأ جميع العلاقات تقريبًا بمخاطبة الأشخاص بصيغة الاحترام “Sie” يتم التحدث بصيغة “du” أنت، فقط عندما يشعر أحد الزملاء بأنه قريب منك – وقد يحدث ذلك، لكنه أيضاً قد لا يحدث أبدًا، وبغض النظر عن المدة التي تعرف فيها الشخص. فذلك يعتمد على علاقتك بزملائك أو عملائك، حيث أن استخدام كلمة “Sie” أمر شائع في بيئة الأعمال كطريقة لإنشاء الحدود. قد يؤدي عدم القيام بذلك بالإحساس “بعد الاحترام” لذا يجب للموظفين والعاملين الجدد فهم الإجراءات الشكلية وأسبابها.
اعتمدت العديد من الشركات الألمانية في الآونة الأخيرة استخدام الأسماء الأولى بالإضافة إلى استخدام “du”، ويعتبر هذا الاتجاه آخذ في الازدياد.
6- الالتزام بالمواعيد
لا يمكن التأكيد بأن الألمان يلتزمون دائمًا بالصورة النمطية المتمثلة في الالتزام بالمواعيد في جميع الظروف، ولكن عندما يتعلق الأمر بالحضور في الوقت المحدد إلى مكان العمل، فإن ذلك يأخذ على محمل الجد.
التأخر في الحضور إلى الاجتماعات دون إبلاغ زملائك أمر فظ للغاية، قد يغفر مرة واحدة، ولكن القيام بذلك بشكل متكرر، فقد يكون مشكلة. يُنظر إلى الوقت على أنه ثمين، كما أن الالتزام بالمواعيد يتعلق كثيرًا بالأدب. و يرتبط بالقيم الثقافية الأساسية القادمة من المفاهيم التاريخية والتي تظهر في جميع جوانب الحياة في ألمانيا.
