عبد الرزاق حمدون*
“إنجازات ريال مدريد تؤلم الكثير من الكارهين”، بهذه الكلمات التي صرّح بها فلورنتينو بيريز عقب تأهل فريقه على حساب يوفنتوس العام الماضي في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، لخّص سنوات فريقه الذهبية.
خرج صانع المجد الأول المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، وتبعه نجم الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو، وانتهى كأس العالم وأصبحنا في منتصف فترة الانتقالات، وأكثر ما يثير دهشة الجماهير هو عدم إبرام بيريز لصفقة من العيار الثقيل “كما هو متوقّع” لتعويض انتقال صاحب الرقم 7 إلى يوفنتوس الإيطالي، ليدخل الشك في قلوب الجماهير العاشقة وكيف سيكون حال فريقها في الموسم القادم.
قدوم جولين لوبيتيجي ليكون مدرّباً لريال مدريد ليس بمحض الصدفة، والمخاطرة بمستقبله في منتخب إسبانيا على حساب استلام مهمّته الجديدة في البرنابيو، تحمل عنوان الاستمرارية في نفس النهج الذي يتبعه بيريز مع ناديه. فكر مقتبس من الغريم التقليدي برشلونة وأصبح منسياً في ثنايا الكامب نو، لتخطف إدارة بيريز الأضواء من تلك التي يترأسها بارتوميو بعصابته الاقتصادية ويحمل أبيض مدريد عدّة شعارات أهمّها:
الاستقرار أولاً واسألو زيدان
شهد موسم 2013-14 قدوم معظم نجوم الفريق الأول في ريال مدريد حالياً “بيل- ايسكو- كارفخال- كاسيميرو- ناتشو”، أسماء انضمت لقائمة الأساسيين “رونالدو- بنزيما- مودريتش- مارسيلو- راموس- فاران”. إذاً ها نحن أمام تشكيلة قوية لفريق سينافس في المستقبل، ومع قدوم توني كروس في الموسم الذي تلاه اكتملت صورة الريال وشخصيته القوية التي كان يحضرها مساعد أنشيلوتي وهو زيدان، ليكون لقب العاشرة في لشبونة عنوان البداية لحقبة ملكية جديدة.
منذ استلام زيزو دفّة الفريق أصبح اهتمام النادي أكثر بالشبّان، والاعتماد على نفس الأسماء وتزويدها بالثقة اللازمة، ليصبح فاسكيز وأسينسيو من خيرة الأسماء التي يعوّل عليها الفريق، ومهما خرجت أسماء من النادي تمر بسلام على أرجاء البرنابيو دون خسائر كبيرة. استقرار كبير محصّلته دخول التاريخ من أوسع أبوابه.
الجماهيرية ثانياً مع بيريز
بعد تحقيقه للقب دوري أبطال واحد في حقبته الأولى “الغلاكتيكوس” وصرفه للكثير من الأموال حينها، تعلّم بيريز من درسه القاسي ليكون انتقال الويلزي غاريث بيل موسم 2013-14 هو أغلى صفقة أبرمها النادي آخر 8 سنوات، وعدم دخول ريال مدريد بقوّة في الميركاتو الصيفي وتوقيعه لصفقات مدوّية “إعلامياً ورياضياً”، كان بديلها الألقاب التي حققها الفريق في دوري أبطال أوروبا والتي جلبت له الكثير من الجماهيرية الشعبية، ووقفت مع النادي على حساب معشوق الجماهير رونالدو بعد ذهابه إلى تورينو.
أخيراً فهمها الرئيس واستفاد من تجربته الأولى بتحسين حقبته الثانية، التي شهدنا فيها الرداء الأبيض الملكي أكثر لمعاناً ونصاعةً.
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا