مشعل الشوفي
لم تكن المباراة التي شهدتها بطولة أوروبا أمس مجرد مباراة كرة قدم بين عملاقي أوروبا والكرة العالمية منتخبي إيطاليا وألمانيا، بل تاريخًا يتكلم عن قرنٍ من الإنجازات والبطولات، فالفريقان نالا مجتمعين ثمانية كؤوس عالم وأربعة كؤوس أوروبية، وضمّا العديد من النجوم والأساطير الذين حُفرت أسماؤها إلى الأبد في كتاب الساحرة المستديرة.
قمة منتظرة فوق العادة، بدأت بعزيمة وغرينتا الطليان مقابل الميكانيزم والتنظيم الألماني، فالألمان بالرغم من صعوبة ومشقة الحال بعد ثماني مواجهاتٍ عجاف مع الطليان في المواعيد الكبرى، استطاعوا التأهل من بوابة ركلات الحظ الترجيحية، ولكن هذا التأهل لم يكن كافيا لفك العقدة الايطالية المتجذرة منذ قرن، فسجلات الفيفا تدون النتيجة النهائية للقاء على أنها تعادل، دون أن يؤخذ بعين الاعتبار تفوق ألمانيا بضربات الترجيح لأن عمر المباراة (120 دقيقة) كان قد انتهى بالتعادل.
الأطوار الأربعة للقاء كانت بنفس السيناريو تقريبًا، من استحواذ ألماني ميداني، قابله تفوق تكتيكي لدفاع الأدزوري. ربع ساعة وحيدة في منتصف الشوط الثاني أتت بالجديد، وتحديدًا عند الدقيقة 65، التي شهدت هدفًا أول للألمان عن طريق مسعود أوزيل، بعد توغل للمرة الأولى في المناطق المحرمة الإيطالية، تحسن بعدها هجوم المانشافت وهددوا الطليان بشكل أكثر وضوحًا. إلا أن منعرج الشوط كان انفراد غوميز، والذي تعامل معه بوفون بشكل إعجازي، ليثبت العنكبوت مجددًا أنه لا يلدغ من الألمان مرتين.
تصدي بوفون كان له أثر معنوي رائع على الطليان، وتحديدًا في وسط الميدان، فنجحوا من أول وصول بهذا الشوط إلى مرمى الأخطبوط نوير، وإثر سوء تعامل بواتينغ مع الكرة داخل المنطقة المحرمة حيث لمست الكرة يديه، تمكن الطليان من اقتناص ضربة جزاء ترجمها بونوتشي إلى هدف التعديل قبل نهاية الوقت الأصلي باثنتي عشر دقيقة.
وبعد وقتين إضافيين دون أي جديد يذكر انتهت المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق. حتى باحت ركلات الترجيح بآخر فصول الإثارة لتسعد الألمان بعدما أهدروا ثلاث ركلات مقابل أربع ركلات من الطرف الإيطالي من أصل تسع ركلات منفذة.
المانشافت تنتظره مواجهة قوية أخرى مع الفائز من مباراة فرنسا وأيسلندا في نصف النهائي الثاني.