جلال محمد أمين. محامي ومستشار قانوني سوري مقيم في ألمانيا
يتيح القانون الألماني للعائلات الراغبة في احتضان أطفال وتربيتهم اتباع أحد طريقين: طريق التبني، أو طريق “الرعاية” والتي تكون غالباً للأطفال الذين تتولى مسؤوليتهم دائرة رعاية القاصرين (يوغندأمت) أو غيرهم.
العائلة الراعية هي عائلة تتقدم بطلب رعاية الأطفال الذين تتولى دائرة رعاية القاصرين شؤونهم، هذا النوع من الرعاية يكون مدفوع الأجر من قبل اليوغندأمت، وبالتالي قد يكون أحد الأسباب هو الحصول على الأجور التي تدفعها تلك الدائرة. وشروط الرعاية أسهل بكثير من التبني وفق القانون الألماني، حيث يمكن بسهولة على سبيل المثال لشخص مطلّق أو لطرفين غير متزوجين وإن كان عمرهما يتجاوز الأربعين عاماً أن يكونوا عائلة راعية وسيحصلون على دعم مالي أيضاً، وهذا ما يكون عادةً شديد الصعوبة في حالة التبني، حيث أن تلبية شروط السن المناسب وشهادة الزواج وكثير من الصبر والحظ تلعب دوراً مهماً.
اقرأ/ي أيضاً: الزاوية القانونية: الطلاق في ألمانيا وما يترتب عليه من حضانة ونفقة وإراءة
الرعاية وميزاتها
- يبقى الطفل الذي تتم رعايته منسوباً لوالديه، ويعتبر أنه لديه عائلتين يرتبط بهما وتبقى الوصاية جزئياً للعائلة الأساسية.
- مكتب رعاية القاصرين هو المسؤل عن نفقة تربية الطفل.
- يبقى الطفل حتى عمر 18 عاماً أحياناً أو لفترة محدودة ضمن الأسرة الراعية.
- إشراك الأسرة الأصلية في تربية الطفل شيء أساسي بالتعاون مع الأسرة الراعية ومكتب الرعاية.
- الطفل يعلم كل شيء عن أصله وأهله ويحتفظ بكنيته الحقيقة (هناك استثناءات).
- لا يُشترط في الشخص الراعي أن يكون متزوجاً، حيث يمكن لغير المتزوجين أو غير المتزوجين أو من نفس الجنس أن يقبلوا طفلًا بالرعاية،كما لا يشترط في الراعي أن يعمل بدوام كامل بل يستطيع الرعاية حتى لو كان يعمل جزئياً.
التبني وفق القانون الألماني.. صعوبات ومميزات
ينتج عن التبني أن الطفل الذي يتم تبنيه يحمل كنية المتنبي وتنقطع صلته بعائلته الاصلية، ويصبح بشكلٍ كامل جزءاً من العائلة الجديدة كما يأخذ جنسيتها في حال كان أصلاً من جنسية أو بلدٍ مغاير، ويلتزم الشخص المتبني بكافة نفقات الطفل، ويكون الهدف من التبني عادةً تربية طفل في عائلة محرومةٍ من الإنجاب أو إنقاذ طفلٍ من ظروف معينة (كالحرب أو الترحيل). ولهذا يتطلب التبني شروطاً صعبة، منها على سبيل المثال لا الحصر أن يتناسب عمر الأبوين بالتبني مع عمر الطفل (أي فارق السن الطبيعي بين الوالدين والأطفال).
- في حالة التبني، يُمنح الأطفال قانونياً أسرة جديدة؛ ولا يبقون مرتبطين بأسرهم الأصلية.
- يمكن للوالدين بالتبني تغيير الإسم كجزء من إجراءات التبني وكذلك منح الطفل لقب الأسرة بالتبني.
- كقاعدة عامة، تفضل مكاتب رعاية الشباب (يوغندأمت) الأزواج الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا عندما يتعلق الأمر بتبني طفل رضيع. ولكن هناك استثناءات طبعاً.
- يتمتع الأزواج المتزوجون بفرص أفضل في التبني بسبب الأمان القانوني والمالي الأفضل للأسرة كقاعدة عامة.
- تستغرق إحراءات التبني ما لا يقل عن سنة إلى سنتين ويمكن أن تمتد حتى سبع سنوات.
- الراغب في تبني طفل في ألمانيا، عليه أن يتمتع بأهلية قانونية غير محدودة بموجب القانون الألماني
- ينبغي أن يكون عمر الزوجين في الحد الأدنى: 21 عاماً للزوج الأصغر، و 25 عاماً للزوج الأكبر سناً.
- لا يوجد حد أقصى لسن الوالدين بالتبني بشرط مراعاة فرق العمر ما بين المتبني والطفل المتبنى.
- ينظم حق التبني لغير المتزوجين في المادة 1741 (2)، من القانون المدني الألماني. وفقًا لذلك، يمكن للعزاب أيضاً تبني طفل في حالات خاصة جداً.
إجراءات التبني وفق القانون الألماني
- تقديم طلب للتبني في مكتب اليوغندأمت المحلي أو وكالة التبني المعترف بها من المنظمات المستقلة، أو مكتب التبني المركزي التابع لمكتب رعاية الشباب في الولاية.
- ويلي ذلك اختبار القدرات على التبني والتحضير لاعتماده، وخلال هذه الفترة يظل اليوغندأمت هو الوصي على الطفل.
تجدر الإشارة إلى أن الأجانب القاصرين الذين يتم تبنيهم من قبل زوج أم ألماني أو زوجة أب ألمانية يصبحون تلقائياً ألماناً من خلال التبني. ويمكن تبني البالغين أيضاً، ولكن في النهاية ستقرر المحكمة دائمًا ما إذا كان هناك سبب مشروع، ورغم أن ذلك معقد للغاية من الناحية القانونية، لكنه ليس مستحيلًا.
شروط الشخص المتبني
- الأهلية والقدرة على التعامل مع الطفل المتبنى.
- الوضع الصحي، إذ يجب أن يكون الآباء بالتبني في المستقبل بصحة جيدة وليست لديهم أي إعاقات نفسية أو جسدية تؤثر على مسؤولياتهم تجاه الطفل المُتبنى.
- الوضع السكني والظروف الاقتصادية التي تضمن أن يكبر الطفل في وضع مستقر اقتصاديًا.
- يجب أن تكون مساحة المعيشة المتاحة للوالدين بالتبني كبيرة بما يكفي للسماح للطفل بالتطور في وضع مستقر، وأن يهيئ للطفل بيئة مناسبة تحقق التواصل الطبيعي مع الأطفال الآخرين.
- الاستقرارا العائلي بين الزوجين (عدم وجود مشاكل يومية).