إذا كنت تعتقد أنه لا توجد عنصرية في ألمانيا فعليك إذاً سماع شهادات أشخاص من أصول مهاجرة ممن اضطروا لتحمل العداء العنصري لسنوات. مع لفت الانتباه إلى أن التصالح مع هذا الموضوع يتطلب مواجهة تالية مع المجتمع الألماني وكثيراً من التعاطف.
من المهم أن نذكر أن هذه المناقشة لا تدور حول ما إذا كان البيض في ألمانيا يعتقدون أنهم عنصريون أم لا. لأن العنصرية في ألمانيا أمرٌ يتم التقليل من شأنه من قبل معظم الناس. يبدو الأمر تقريباً كما لو أن بعض الأشخاص في هذا البلد يستخدمون الولايات المتحدة الأمريكية كبش فداء لصرف الانتباه عن أي ممارسات عنصرية في ألمانيا.
ألقت مساهمات الأشخاص من ذوي خلفية مهاجرة في الأسابيع القليلة الماضية الضوء بشكل مختلف على المجتمع الألماني، مختلف عما يريد العديد من الناس الاعتراف به. مراراً وتكراراً، يتحدثون عن المواقف التي تعرض فيها الأشخاص “الذين لا يبدون ألمان” للوصم والحرمان، سواء في الأماكن العامة أو عند التعامل مع الشرطة أو في المدرسة، في كل مكان في ألمانيا، من القرية الصغيرة إلى برلين.
لكن العنصرية ليست موجودة فقط في التجارب الفردية لهؤلاء الناس، ولكن أيضاً في المجتمع الألماني بشكل عام. يعاني كل شخص ثالث من أصول مهاجرة في ألمانيا من التمييز. غالباً ما يكون الأشخاص الذين لهم أسماء أجنبية هم الأقل حظاً عند البحث عن عمل على سبيل المثال.
هذا النفور من الناس “غير الألمان” موجود أيضاً في سياساتنا. لا تخفي الجماعات اليمينية انزعاجها من طالبي اللجوء والمهاجرين على الإنترنت وفي الخطب، وبالتالي إثارة الكراهية. يبدو أن الخوف وازدراء الأجانب يميزان حياة جزء كبير من السكان، خاصة في المناطق الضعيفة هيكلياً. كما أن عقلية السياسة الألمانية تجاه “العمال الضيوف” لم تتميز قط بالتسامح.
أظهرت الهجمات في هالي وهاناو وقتل سياسي حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي “والتر لوبك” مرة أخرى أن هناك أشخاصاً في ألمانيا على استعداد لاستخدام العنف ولديهم أفكار يمينية. وأن هناك هياكل في ألمانيا تفيد هؤلاء الناس. لتلخيص قصة طويلة: ألمانيا لديها مشكلة عنصرية.
مايك د. كروتزنر
ترجمه عن الألمانية خالد ابراهيم
اقرأ/ي أيضاً:
العنصرية في الجامعات ومراكز البحث العلمي في ألمانيا
لا تستطيع أن تجد بيتًا في ألمانيا، قد تكون العنصرية سببًا
أخبار ألمانيا: دعوات لحذف كلمة “عرق” من الدستور الألماني
هل هناك عنصرية في ألمانيا ؟ داء العنصرية أسبابه ونتائجه وعلاجه
أخبار ألمانيا: وزارة الداخلية ترفض إجراء دراسة عن العنصرية لدى الشرطة الألمانية