في هذه السلسلة نتناول ما يحتاج القارئ لمعرفته فيما يتعلق بالتوحد وأعراضه وأسبابه وعلاجه وغيرها من محاور، يعدها الأخصائي النفسي عامر عثمان – برلين: amerosman@mail.de
تتعدد الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود اضطراب التوحد، ورغم أن هذه الأعراض تبدو أحيانا حادة بشكل واضح، إلا أنه يصعب في كثير من الأحيان تحديد الاضطراب خاصةً في الأشهر الأولى بعد ولادة الطفل، سواء كانت الأعراض خفيفة أو بسبب تداخل هذه الأعراض مع بعض الاضطرابات الأخرى.
سنعرض هنا بشكل مكثف أهم الأعراض المتفق عليها من قبل العلماء المختصين سواء في التصنيف الأميركي للأمراض النفسية والعقلية DSM أو من قبل تصنيف منظمة الصحة العالمية ICD.
اقرأ/ي أيضاً: التوحد.. صعوبات التشخيص وتحديات العلاج
اضطرابات التواصل الاجتماعي:
- ضعف التواصل البصري، وغياب تعبيرات الوجه
- عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه أو يبدو كأنه لا يسمعك في بعض الأوقات
- يرفض العناق والإمساك به، ويبدو أنه يفضل اللعب بمفرده؛ أي ينسحب إلى عالمه الخاص
- غياب المبادرة في بناء علاقة مع أقرانه من الأطفال الآخرين ومع الكبار
- رفض الانخراط في العلاقات الاجتماعية والألعاب التفاعلية مع أقرانه وزملائه
- لا يستطيع التعبير عن عواطفه أو مشاعره، ويبدو غير مدرك لمشاعر الآخرين
- يتعامل مع الأدوات والأغراض والألعاب في محيطه بطريقة غير وظيفية أي لا يستخدمها بالطريقة الصحيحة
- يبدو عليه التبلد العاطفي وأحيانا العدائية غير المفهومة تجاه محيطه والآخرين
- لديه صعوبة في التعرف على الإشارات غير اللفظية، مثل تفسير تعبيرات الوجه الأخرى للأشخاص أو وضع الجسم أو لهجة الصوت.
اضطرابات التواصل اللغوي:
تبدأ أعراض هذا المحور منذ الأشهر الأولى بعمر الطفل المصاب، وتتمثل بعدم القدرة على الاستجابة لكلام وتعبيرات الآخرين، ويبدو في هذا العمر توقف اللغة الاستقبالية وتتطور الحالة في السنوات اللاحقة إلى ضعف وتوقف اللغة التعبيرية بشكل كلي وأهم أعراض هذا المحور:
- ضعف أو غياب القدرة على الكلام أو فهم كلام الآخرين
- عدم القدرة على بدء محادثة أو الاستمرار فيها
- التكلم بنبرة أو إيقاع غير طبيعي؛ وقد يستخدم صوتًا رتيبًا أو يتكلم مثل الإنسان الآلي
- الصدائية أو الايكوليليا وتعني تكرار الكلمات أو العبارات الحرفية كالببغاء
- استخدام المفردات والكلمات بطريقة غير وظيفية أي استخدامها في غير محلها
- يبدو أنه لا يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطة.
ملاحظة:
رغم إمكانية تداخل هذه الأعراض مع أعراض اضطرابات التواصل الأخرى، لكن لا بد لأولياء الأمور الانتباه وأخذ مسألة تأخر الطفل في النطق كمؤشر تحذيري مهم وأساسي لاضطراب التوحد، ومتابعة حالة الطفل مع المختصين في هذا الجانب، وربما من أكثر التبريرات التي يستخدمها الأهل في هذه الحالات هو إرجاع حالة تأخر الطفل في النطق والكلام إلى عوامل وراثية، وتشبيهه بأحد المقربين من الطفل ضمن عائلة الوالدين الذي ربما قد تأخر في التكلم.
وهنا لا بد من القول إن اكتشاف الإصابة مبكراً له دور كبير في التدخل المبكر لهؤلاء الأطفال ومساعدتهم في التحسن بشكل واضح مع مرور الوقت.
الاضطرابات السلوكية:
- الانخراط في تصرفات نمطية متكررة واهتمامات غريبة غير مفهومة، كرفرفة اليدين أو التعلق بألعاب محددة واللعب بها بطريقة غير وظيفية.
- غياب التقليد واللعب الإيهامي أو التخيلي. والمشاركة مع الأقران في اللعب والأنشطة
- رفض أي تغير في السلوك الروتيني ومقاومة التغيير في أنماط الحياة اليومية
- نوبات الغضب والعدوانية تجاه الآخرين والأشياء المحيطة أو إيذاء الذات
- يعاني من مشكلات في التناسق أو لديه أنماط حركية غريبة، مثل حركات غير متزنة أو السير على أصابع القدمين، ولديه لغة جسد غريبة أو متصلبة أو مبالغ فيها
- قد ينبهر من تفاصيل شيء ما، مثل العجلات التي تدور في السيارة اللعبة، ولكن لا يدرك الصورة المجملة لهذا الشيء أو وظيفته
- وقد يكون حساسًا بشكل غير عادي تجاه الضوء والصوت واللمس، وعلى الرغم من ذلك لا يبالي للألم أو الحرارة
- قد ينبهر بجسم أو نشاط ما بحماسة أو تركيز غير طبيعيين
- قد تكون لديه تفضيلات معينة من الأطعمة، مثل تناول القليل من الأطعمة فحسب أو رفض تناول الأطعمة ذات ملمس معين.