أعلنت الدورة الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، أن لاجئاً سورياً فقد ساقه في انفجار صاروخ حين هرع لنجدة صديقه، هو رياضي الدورة الأولمبية للعام 2016.
مثل ابراهيم الحسين الفريق المستقل للاجئين في الدورة الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، التي من المقرر أن تبدأ يوم 7 سبتمبر/ أيلول بريو دي جانيرو في البرازيل. وسيُمثل الحسين منتخب اللاجئين في مسابقات السباحة للرجال 50 متراً و100 متر و ساقه مبتورة.
إدراج اللاجئين في الدورة جاء لتذكير الجمهور العالمي بمحنة المحاصرين في البلدان التي مزّقتها الحروب، وأولئك الذين لم يُتركوا مع أي خيار آخر سوى المخاطرة بحياتهم هربًا من الاضطهاد.
حياة اللاعب السوري
نشأ الحسين في مدينة دير الزور، وكان رياضياً، يسبح ويلعب كرة السلة ويُمارس الجودو أملاً في أن يُصبح سباحاً أولمبياً ذات يوم. وكان والده مدرب سباحة، حسب تقارير المفوضية العليا لشئون اللاجئين.
في 2012، انفجرت قنبلة بالقرب من منزله، لكن الشاب البالغ من العمر 27 عاماً حينها سرعان ما تنبه لصوت صديقه المصاب يطلب المساعدة. وبمجرد أن ركض خارج المبنى وعبر الشارع في محاولة لمساعدة صديقه، أصيب هو الآخر بشظايا صاروخ في ساقه، كان الضرر شديداً للغاية، واضطر الأطباء إلى بتر رجله من منتصف الساق.
بتر الساق
كانت المرافق الطبية في البلد الذي مزقته الحرب تعاني من نقص في الأدوية، ولم يتمكن المسعفون من تخديره بشكل لائق، ويقول أصدقاؤه إنه “استيقظ مرتين أثناء الجراحة ورأى كل شيء”.
أُرسل الحسين للمنزل في نفس اليوم بعد إزالة النصف السفلي من ساقه، وبسبب نقص الأدوية المتزايد في البلاد، أمضى الأشهر القليلة التالية يتعافى بدون أي مُسكنات.
يقول “في البداية لم أتقبل ذلك، ولكن في النهاية تعاملت مع هذا الوضع، وعشت كأنه ليس هناك شيء ولا أزال أفعل ذلك”.
الهروب من سوريا “عيناي تنظران للأمام فقط”
غادر الحسين سوريا، الى تركيا أولاً، قبل أن يصل بعد ذلك إلى جزيرة ساموس اليونانية مسافراً على زورق مطاطي، أملاً في الحصول على المزيد من العلاج لساقه.
بعد حصوله على اللجوء في اليونان قبل عامين، استقر في أثينا وبدأ في إعادة بناء حياته، واعتاد على استخدام الكرسي المتحرك والعكاكيز، قبل الحصول على ساق اصطناعية مجهزة. كما عاد مرة أخرى إلى الرياضة من خلال الانضمام إلى دوري للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة.
أخبر اللجنة البارالمبية أن الألم الخارجي يمده بالطاقة ويجعله يريد أن يتدرب، ثم تابع “الرياضة مُتنفَس لتلك الطاقة، ليست لدي مشكلة ألّا يكون أكل أو ألا يكون لدي منزل، ولكن لا يمكنك أن تسلبني تدريبي”.
فقد الحسين التواصل مع عائلته في سوريا، ويقول أنه اختار عدم التفكير في الماضي خوفاً من أن يبطئ تقدمه. وقال للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “عيناي تنظران للأمام فقط”.
شعلة الأولمبياد “إنني أحمل الشعلة لنفسي، ولكن أيضاً للسوريين”
اُختير حسين لحمل الشعلة الأولمبية لليونان في مرحلة الوصول إلى ريو.
بعد أن أُضيئت في جبل أوليمبوس في اليونان أولاً، حملها الحسين خلال معسكر الأيوناس الذي يضم 1,500 لاجئ في أثينا، وهو الأمر الذي وصفه بأنه “شرف كبير”.
قال في ذلك الوقت “إنني أحمل الشعلة لنفسي، ولكن أيضاً للسوريين، للاجئين في كل مكان، لليونان، للرياضة ولفرقتي في السباحة وكرة السلة، هدفي هو ألا أستسلم أبداً، ولكن يجب أن أتقدم للأمام، أن أذهب دوماً إلى الأمام، وهذا يمكنني تحققه من خلال الرياضة”. هافينغتون بوست.
مقالات ذات صلة
اللاجئ السوري رامي أنيس يعيش الحلم الأولمبي في ريو 2016
مارديني في ريو 2016 “عندما تتذكر أن الحياة لم تتوقف من أجلك، فعليك المضي قدمًا”
فريق اللاجئين يبث الأمل لستين مليون لاجئ في العالم
لاجئان سوريان يحققان حلم المشاركة في أولمبياد ريو