حصل المخترع السوري عبد الرحمن الأشرف على جائزة الشباب الأوروبي لعام 2016 بعد أن تقدم بمشروع يحل مشاكل انقطاع الانترنت سماه “فري كوم”. ترك الأشرف دمشق وجاء إلى ألمانيا لإكمال دراساته العليا، إلّا أن تجربته في وطنه الأم ألهمته وحفزت إبداعه.
درس عبد الرحمن الأشرف الهندسة المعلوماتية (تخصص برمجيات) في دمشق، ثم جاء بمنحة تدريبية إلى ألمانيا منذ قرابة العامين والنصف، وبدأ بالعمل كمتدرب في شركة “MHP – A Porsche Company“ المتخصصة بالاستشارات البرمجية في شركة بورشه الشهيرة، بالتزامن مع دراسة الماجستير في الجامعة في قسم “تقنية البرمجيات” في الوقت نفسه، قبل أن يتخرج ويواصل عمله في الشركة ذاتها.
نقل الرسائل عن طريق وسيط إلكتروني
يعمل المشروع على مبدأ نقل الرسائل “إلكترونيًا” من هاتف ذكيّ إلى آخر، عن طريق الواي فاي أو البلوتوث، بحيث يتحوّل كل مستقبل إلى مرسل في الوقت ذاته، إلى أن تصل الرسالة إلى المكان الذي توجد فيه شبكة إنترنت وبذلك تنشر الرسالة على الشبكة.
كيف تعمل التقنية؟
حين تفقد الإنترنت، يمكنك التحول إلى وضعية معينة، مثلا كالتي تظهر عند انقطاع الشبكة (مكالمة طوارئ فقط) وسيبدأ هنا الجهاز تلقائيًا بالاتصال بأجهزة أخرى مجاورة، وسيواصل العمل ضمن نطاق معيّن. مثلاً: “إذا التقط جهاز شخص ما، يجلس في سيارة تسير على طريق في طرف المدينة، رسالة من داخل المدينة، وتابع طريقه إلى مدينة أخرى، سيتم نقل الرسالة إلى المدينة التالية، وستنتشر على الانترنت إن لم كانت شبكة الإنترنت تعمل في هذه المدينة”.
المشروع اعتمد على تقنية “ميش نيتوركينغ”، التي تستخدم عادة في المناطق الصحراوية لتكرار الرسائل، لكنها لم تستخدم من قبل في توفير الاتصالات في مناطق الكوارث والحروب، رغم وجود تجارب بحثية سابقة.
هل ستستفيد أوروبا من التقنية؟
بالتأكيد، ستساعد التقنية في الحالات التي تتعطل فيها الاتصالات لأسباب تقنية، كالانقطاع في الاتصال بالشبكة الذي يعاني منه المتفرجون بملاعب كرة القدم، أو في الطوابق السفلية بالمباني، أو بمحطات المترو، أو حتى كحل للفقراء العاجزين عن دفع اشتراكات الإنترنت.
مزايا إضافية
يتضمن المشروع إلى جانب نظام الإرسال، نظام تنبيه يعتمد على الضوء والصوت، يعمل على إيصال رسالة تحذيرية للمتواجدين في منطقة معينة، كي لا يتوجهوا نحو مكان ما يشكل خطورة على حياتهم، كعثور السلطات على قنبلة في مكان ما.
يعمل نظام التنبيه هذا على “الوايفاي” أو “البلوتوث”، وبذلك سيعتمد نطاق وصول الرسالة على الوسيلة التي يتم استخدامها في الإرسال، وبذلك ستختلف النتيجة بحسب حداثة جهاز الهاتف المحمول مثلاً.
لذلك سيسعى لأن تكون هذه الخدمة متوافرة مسبقًا في أنظمة تشغيل الهاتف المحمول لا أن يتم تنزيل التطبيق من الإنترنت، فالمحتاجون لهذه التقنية، لن يكون لديهم إنترنت للحصول على التطبيق.
منافسة صعبة!
لم يكن فوز”فري كوم” بـ”جائزة الشباب الأوروبي” سهلاً، فقد تقدم 167 مشروعًا للمسابقة، اختير مشروع “فري كوم” فائزًا إجماليًا. وجدير بالذكر أن مجموعة من المشاريع الأخرى المنافسة كانت قد تبلورت تمامًا وتحولت إلى تطبيقات موجودة على أرض الواقع، حصد أحدها أرباحًا تصل لنصف مليون يورو حتى الآن.