مضى أكثر من عام بقليل على إطلاق أنغيلا ميركل لأشهر كلماتها: “ Wir schaffen das“، وتعني: “نحن يمكننا ذلك”. ثلاث كلمات صغيرة باللغة الألمانية ألهبت أكبر حراك مساند للاجئين في تاريخ المجتمع المدني الألماني.
إلّا أن الذي غاب كثيرًا عن النقاشات المطولة حول الهجرة والاندماج في السنة الماضية كان تفسير الضمير الذي بدأت به الجملة: “نحن”.
يفترض معظم الألمان أن هذا الضمير يعود عليهم وحدهم، وعلى قدرتهم على التعامل مع البيروقراطية وتأمين السكن وتنظيم دورات اللغة. إلا أن نقطة أساسية تفوتهم عبر عدم السماح للقادمين الجدد بالمشاركة في هذه العملية، باستثناء مشاركتهم في دورات الاندماج الإلزامية وتقيّدهم بالقانون الألماني.
لكي تصبح جملة “نحن يمكننا ذلك” ذات مغزى، ولكي ينجح تطبيقها في الأعوام القادمة، لا بد من تفسير كلمة “نحن” بشكل عالمي أكثر، وأن تشمل القادمين الجدد. من المستحيل أن يخلق طرف بمفرده مجتمعًا مفتوحًا ودامجًا دون إعطاء المجال لأفكار وآراء أولئك الذين ينظر إليهم على أنهم أقليات أو غرباء. كما يستحيل تحقيق ذلك بالاعتماد بشكل كامل على المؤسسات السياسية والحكومية، مثل مركز الوظائف “جوب سنتر” ومدرسة اللغة “فولكس-هوخ-شوله”.
المسؤولية الحقيقية المترتبة على هذه الجملة تقع على عاتق الناس، أي كل شخص فينا، وهي لا تعني فقط الاحتفال بـ “ثقافة الترحيب” لفظيًا، بل بجعلها فعالة على كافة المستويات والأصعدة. ولعل الخطوة الأهم تكمن في إنشاء الصداقات. في عالم مثالي، سيكون لكل ألماني بعد خمس سنوات خمسة أصدقاء من القادمين الجدد، ولكل من القادمين الجدد خمسة أصدقاء ألمان. عندها لن يعود هناك وجود لـ “نحن” و”هم”، فلا علينا “نحن” أن “نساعدهم”، ولا “هم” عليهم أن يعتمد على “تعاطفنا”. وعندها، سنصبح “جميعنا” معًا نؤمن بمجتمع منفتح حر، يحترم فيه كل منا الآخر كندّ له.
ليليان بيتان
صحافية ألمانية من أسرة أبواب