عبد الرزاق حمدون*
عندما سئُل المدرب الإيطالي ماوريسيو سارّي عن كيفية هزيمة بيب غوارديولا، كانت اجابة مدرب تشيلسي “لا أعرف” مع ابتسامة تخبّئ خلفها خبث كبير، نعم سارّي كان يكذب بل افتعل مصيدة وحيلة تعلّمها من بلاده ايطاليا معقل التدريب.
خدعة ماوريسيو لم تقتصر على مؤتمره الصحفي بل نقلها إلى أرض الميدان ب أسلوب جديد عليه يمزج بين التكتل الدفاعي في وسط الميدان بخطة 4-4-2، مع ضغط عالٍ بخطّة 4-2-4 مع تقدّم كوفاسيتش عندما يكون الحارس في منطقة حارس السيتي ايدرسون، ضغط ساهم في تشتيت عملية البناء في المان سيتي وابعاد الكرة عن فيرناندينيو وايصالها إلى ديفيد سيلفا الغائب تماماً في قمّة الستامفورد بريدج.
استفادة ساري من تجربة مانشسترسيتي في دوري الأبطال كانت واضحة، فخسارة بيب وتعادله مع ليون الفرنسي كانت كفيلة لكشفه أمام نظيره الإيطالي، اغلاق منطقته وتضيق المساحة في وسط الملعب أي أنت متفوّق على بيب بالرغم من سيطرته “السلبية” على الكرة، من تابع مسيرة المدرب الإسباني مع الأندية السابقة يعلم تماماً أن فريقه يخسر وإن كان مستحوذاً على الكرة بنسبة كبيرة، دفاع تشيلسي التكتيكي كان فعل ساري لكن مرتدّات البلوز كانت برعاية المتألق ايدين هازارد، في لقطة هدف كانتي كان هازارد يفعل القليل من السحر في دفاعات السيتي الذي ضُرب بتمريرة واحدة، إذاً هدف واحد من تسديدة واحدة فقط وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول هي عوامل حظ وقفت لجانب الفريق الذي كان الافضل تكتيكياً فقط.
لو أردت الفوز على بيب عليك الاستفادة قدر المستطاع من جميع الظروف، ما يميز مانشستر سيتي سلبياً هو معرفة متى سيهزم، عندما يحقق لاعبو تشيلسي أعلى نسبة في قطع الكرات في 26 مرّة، ويسدد نجوم السيتي 14 تسديدة منها 4 فقط بين الأخشاب تعلم تماماً أن السيتي سيخسر وأن السيطرة هذه ستُضرب في مقتل كما فعلها البرازيلي ديفيد لويز برأسيته وأنهى بها المباراة التي لم يأتِ لها السيتي من بدايتها.
ساري انتصر في قمّة الأفكار وحوّل الملعب لرقعة شطرنج لامتصاص حماسة خصمه وضربه بالمرتدات القاتلة واستغلال الكرات الثابتة، والفكرة الأهم أن غيابات السيتي كانت واضحة “دي بروين- أغويرو- ميندي”، عوامل استغلها ساري وطبّق المثل الذي يقول “ان هبّت رياحك فاغتنمها”، وأشعل الصراع على لقب البريميرليغ.
* صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
خاص أبواب
اقرأ/ي أيضاً: