تقوم منظمة سيدة سوريا بإطلاق منتدى شهري للحوار والتواصل، هو “المنتدى الثقافي للمناصرة والتغيير” يتناول الشأن الثقافي، الاجتماعي، الحقوقي، السياسي والتعليمي. مستهدفاً بيئةً واسعة الطيف من المجتمع المضيف في عموم ألمانيا، والبرلينيين الجدد، بهدف خدمة قضايا الاندماج ومد الجسور والتعريف بالآخر، كذلك آفاق تنظيم جهد المنظمات والهيئات والأحزاب والأفراد، من خلال الحوار الفعّال فيما يخص موضوع اللاجئين وقضايا الشرق الأوسط ذات الصلة.
هذا وينظم المنتدى أنشطته ضمن مسارين :
– المسار الأول: منتدى ثقافي اجتماعي فني، يخدم قضايا الاندماج وهو برعاية من منظمات “السيدة، أولمي 35، مكتب الاندماج في بلدية شارلوتن برغ” ويعمل المنتدى على التعريف بالآخر ، خطاب الكراهية، موضوعات المختلف والمشترك، ويستهدف بشكل أساسي السيدات واليافعات بين عمري 15-65 من المجتمع المحلي المضيف والوافدين. تعقد جلساته الاثني عشر للعام الأول /مرة كل شهر، وتستمر كل منها 3 ساعات على مدى عام كامل، في صالون الفلسفة في مقر أنشطة ومكتب سيدة سوريا في أولمي 35. هذا وقد اقترح المنتدى لجولته الأولى استنادا على مجموعة من المشاورات موضوع رعاية الأطفال والشباب \ اليوغند أمت – لتوضيح القضايا الاشكالية بين رؤيا الحكومة واللاجئين، وسبر وجهات نظر تمثل المجتمع المحلي والقادمين الجدد.
اللاجئون يقولون الحكومة تسرق ابناءنا وتأخذهم منا، من أسرهم، وتتدخل في تربية أطفالنا.
الحكومة ترى أن العديد من الأطفال واليافعين يتعرضون لانتهاكات وأذى (عنف أسري- اهمال صحي وتربوي و تحرشات – تقصير بالتعليم، وغير ذلك كثير ضمن معايير التربية القائمة في المانيا مما يعتبر حقاً للطفل غير قابل للانتقاص تكفله الدولة والقانون).
يتم تناول المواضيع من خلال اخصائيات وعاملات في المجال، وبحضور تمثيل من منظمات المجتمع المدني السورية والألمانية كذلك جمهور من السيدات الألمانيات والسوريات وجنسيات أخرى.
يتم تقديم المنتدى باللغتين العربية والالمانية، كما ينتج المنتدى تقرير مكتوب ومجموعة لقاءات، لتكون مادة للجلسات اللاحقة.
وحول اللقاء الاول استضافت الجلسة الاولى التي نظمت على مدار ثلاث ساعات تخللها كوفي بريك وبوفيه مفتوح مساء السبت 26-1 في مقر انشطة منظمة سيدة سوريا ب أولمي 35، مجموعة من السيدات والناشطات مثلن منظمات مجتمع مدني عاملة في ألمانيا، وبعض الحضور الالمان، كما استضاف فريق المنتدى السيدة جولييت كورية ماجستير اللغات السامية من جامعة برلين الحرة وتعمل في مجال رعاية الأطفال والشباب التابع لليوغند أمت، التي قدمت تصورا موسعا حول أنشاء اليوغند أمت، أهدافها، وأليات عملها، في سياق جلسة حوار “round table” تبادل فيها المشاركون وجهات النظر وتناولوا العديد من الحالات التي حصلت في السنوات الماضية في سياق تطبيق قوانين حماية الطفل، في مسعى من ادارة الجلسة ومنتدى الثقافة لتوضيح اللبس بين ثقافة وعادات الأسر الوافدة الى ألمانيا، ورؤية وزارة الطفل ورعاية الشباب” شارك في النقاش يافعات ويافعين حضروا الجلسة بهدف تقديم وجهة نظرهم حول المعيقات والفوائد بخصوص رعاية الأطفال والشباب
يقول محمد ملاك مدير المنتدى والذي أدار جلسة النقاش: “يسعى المنتدى الثقافي للمناصرة والتغيير في جلسة تتكرر كل شهر ومن خلال المواضيع التي يطرحها في جلساته، الى توسيع دائرة الطرح والنقاش من خلال نقل موضوع النقاش الى منظمات أخرى ويساهم في التنسيق لجلسات أخرى في عدة أماكن تتناول ذات الموضوع في دوائر أخرى بهدف وصوله الى اكبر عدد من المستهدفين، وإغنائه بالآراء والمناقشات، ما يحفز على التعاون والتنسيق بين منظمات المجتمع المدني
خاصة وأن المندى في مساره الاجتماعي الثقافي يقترح طرح مواضيع تمثل جانباً من التابو والفهم بخصوصها محوم بشكل ما الى الاعراف والعادات والتي في حالات كثيرة تنكون مبنية على فهم خاطئ ومنطويه على العديد من الانتهاكات بحق الانسان عامة وخاصة المرأة والطفل وهما الشريحتان المستهدفتان بشكل رئيسي في عمل منظمة سيدة سوريا للتنمية ودعم المرأة والطفل”.
جوانب من النقاش الدي دار خلال الجلسة.
الحالات التي يقع فيها الطفل تحت الانتهاك وهدر الحقوق ما يستوجب التدخل؟
– الاعتداء الجسدي والعقلي، الاعتداء الجنسي، بالإضافة الى الخلافات التي تقع بين الوالدين، كذلك رفضهما للعلاج الطبي من الحالات التي تعيق أو تؤثر على تربية الطفل
-أخطاء الوالدين وأوجه القصور، مثال الغضب المتكرر وغير المنضبط، بين الوالدين أو ضد الطفل، الأطفال والإدمان على المخدرات والكحول من الوالدين أو أحدهما كذلك الطفل
-الأخطاء الأبوية المتعلقة بالمهنة الأكاديمية أو تعليم الطفل، مثلاً هناك تعليم إلزامي في ألمانيا، وتقع على عاتق الوالدين أن يحضرا طفلهما إلى المدرسة بانتظام
-إهمال الطفل، كان الموقف السلبي بشكل صارخ من الوالدين تجاه رعاية الطفل، وإهمال الرعاية أو الإخلال بواجب الإشراف، أو التهديد والإهمال مثال تعريض الطفل لسوء التغذية أو إهمال النظافة.
ما هي الحالات الطارئة كذلك الحالات التي يمكن أن يتدخل بها البوليس
مكتب رعاية الشباب ملتزم بمتابعة والتحقق من كل تقارير حماية الطفل . فإذا كان الطفل أو الشاب يطلب الحماية لنفسه، فإن مكتب رعاية الشباب ملتزم بالامتثال لهذا الطلب وبدء الاحتجاز. يقوم مكتب رعاية الشباب بإبلاغ الوالدين، وبعد التحقق من الوقائع، يُلزم أولياء الامور بالامتثال لقوانينه والاحتفاظ بالطفل حتى- إحداث قرار محكمة الأسرة- لاتخاذ مزيد من الإجراءات. في هذه المرحلة يتم رعاية الأطفال والمراهقين، والاحتفاظ بهم من قبل إما عائلات رعاية ومؤسسات الرعاية المنزلية.
ونتيجة لهذا التطور في الوضع القانوني، يمكن حماية وتعزيز عدد كبير من الأطفال والمراهقين. وبالمثل، يمكن مساعدة الوالدين في تحسين قدراتهم التعليمية والمعرفية وتوسيع مهاراتهم في التربية، لمصلحة رفاه الطفل. هذا لا ينفي بالطبع، أن هناك أيضًا أمثلة تكون فيها “سيطرة الدولة، تدخلها” إما متأخراً أو سريعاً وتم تنفيذها على حساب الأطفال والآباء.
وعن ضرورة اليوغنت أمت والحاجة لها فإنه من الإجابة على السؤالين الأولين، نرى أن الأطفال لديهم حقوقهم كغيرهم من فئات المجتمع والتي لا بد أن تكون محمية، هذه الحقوق بدأت بالتشكل بداية القرن السادس عشر، وبدأت بالتبلور والعمل على التأسيس لها كحقوق مع بداية عصر التنوير حوالي (1720- 1785) ، فمنذ آلاف السنين، اعتبر الأطفال من بين “الممتلكات الخاصة” للوالدين منذ الولادة. لم يكن لدى الأطفال مساحة الحرية التي تكفل لهم أن يتمكنوا من التطور إلى أفراد مستقلين. سواء في حياتهم، أو في المدرسة ، العمل، أو الزواج، وما إلى ذلك، وكل هذا يتوقف على رغبات الوالدين.
وهكذا، في ألمانيا في عام 1896 كان “القانون المدني”، يعاقب على سوء المعاملة الجسدية من قبل الوالدين ولكن أيضاً من قبل المعلمين وغيرهم من مقدمي الرعاية، وتم حظر عمل الأطفال في إنجلترا في عام 1833 تحت تسع سنوات، ببطء ولكن بشكل متزايد، تطور تفعيل القانون وشروحه وتفاصيله الأولية لحماية الأطفال.
تعتبر الطفولة اليوم “فترة حياة مستحقة “، في 20 تشرين الثاني / نوفمبر 1989، اعتمدت الأمم المتحدة “الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل”، التي كان لها لأول مرة طابعا ملزماً “قانوناً”.
وقد سنّ “اليوم العالمي للطفل” للفت الانتباه إلى حقوق الأطفال واحتياجاتهم، في ألمانيا، يتم الاحتفال بهذا اليوم في 20 سبتمبر ويتلقى العديد من الأطفال هدايا من والديهم في هذا اليوم.
الأطفال “مستقبلنا” لا ينبغي أن يكون هذا مجرد كلمة شفوية، لذلك من مسؤوليتنا أن نرافقهم بمودة، ونحميهم في طريقهم، نعترف بهم، ونمنحهم المساحة أن يكبروا وينموا بلا هموم ومخاوف.
بكثير من الحماس والثقة ينظر منظمو المنتدى لآفاق عمله وتطوير طروحاته وأدائه ويعتبرون الخطوة الاولى مشجعة استنادا للحضور والمهتمين وعمق النقاش الدائر والمعلومات التي تم طرحها ووجهات النظر التي تم توضيحها.