أخبار ألمانيا: اُفتتح بالعاصمة الألمانية برلين معرض “ألوان مهاجرة” للفن التشكيلي في صالة مقر ABZiel للتدريب الفردي، وذلك بمشاركة كل من الفنانات منور خلاص، نورهان عامر، رنا كلش ومها الخطيب، بالإضافة إلى الفنان أحمد ياسين بصفته منسقاً للمعرض ومشاركاً فيه.
من قلب العاصمة برلين وعبر لوحاتهم وألوانهم، يقدم الفنانون المشاركون في معرض “ألوان مهاجرة” للفن التشكيلي ، تصوراتهم عن الهجرة، وعن الاقتلاع من الجذور والغرس في تربة جديدة، فتظهر جلياً في بعض اللوحات أحاسيس الشوق والفقد والاغتراب، لوحات تولد حركة مزدوجة بين الذاكرة والفكرة التي تجد مكانها الأخير في الروح بعدما امتزجت بالأمكنة والبشر، ويطفو على السطح جلياً الحنين إلى شوارع وأماكن حملت ذكرى جميلة أو عبارة أو لحناً لأغنية مازال يقرع ناقوس الذاكرة.
وعن مشاركتها في المعرض، تقول الفنانة رنا كلش: إنها اللوحات التي خلقت في زمن الحصار، في الوقت الذي كممت به الأفواه ومنعت فيه الأكف من ملامسة بعضها، العزلة التي فرضت في الخارج دفعتني إلى خلق ألف احتجاج وحزن في داخلي، لذلك كنت كنبيٍ يريد إنهاء طقوسه قبل الرحيل، إنها قهوة، مجرد قهوة على مساحة بياض غبي. انتقيت الوجوه الأكثر قتامة لتناسب مساحة اللون الذي أشعر به في هذا العالم، واخترت تلك الأمكنة القصية ووجوهها المخبأة خلف النوافذ والأبواب الموصدة. لم يكن هدفي فقط ولادتها، كنت أريد أن يبارك لي العالم أطفالي الجدد.
وعن رؤيتها لأهمية إقامة هذا المعرض، تقول الفنانة مها الخطيب القادمة من هولندا: إنه عناق الروح لتلك الروح التي تشبهها والتي طالما كانت تائهة عنها، وكان اللقاء في هذه المشاركة التي جمعت أرواحنا لتلتقي بمزيج مختلف من الألوان والأدوات. وهذا التنوع على ما أعتقد كان من أهم السمات الجمالية للمعرض.
من جهتها، أشارت لما الخاني مديرة مركز ABZiel إلى أن الفن رسالة حضارة إنسانية، لكل منا اختصاصه ووظيفته التي يقدمها، لكن يبقى للفنانين الدور الأسمى في تجميل الحياة ويفاجئوننا بإبداعاتهم وطروحهم الجديدة في شتى مناحي الفنون، فمن دون فن تصبح الحياة رتيبة مملة ونمضيها بأنماط كلاسيكية، لا تبعث على الشغف الذي نريد. وأكدت الخاني أن مركز ABZiel كان وما يزال حاضنة لأي مبادرة فنية إبداعية تظهر موروثنا الثقافي المعرفي على حقيقته.
إنهم لا يستسلمون
مارتن، وهو أحد زوار المعرض، حدثنا عن انطباعه قائلاً: معرض جميل تحدثت به مع أشخاص عبر لوحاتهم، وتفاجأت حقاً بمقدار الجمال الذي يملكه هذا الشعب. كانت لوحات مدينة دمشق وشوارعها وأسلوب إنارتها توحي برسائل دافئة، ولوحات أخرى ملونة بألوان تبعث المتعة والارتياح لدى رؤيتها. لست جيداً بالتعبير كثيراً عما هو في داخلي، لكني أقول أني سعيداً جداً بهذا المعرض الرائع لأناس فقدوا بيوتهم ووطنهم وأناس يحبونهم.. إنهم لا يستسلمون.
يشار إلى أن المعرض أقيم ضمن الاحتياطات الوقائية والصحية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث شهد إقبالاً رائعاً أيضاً لكمامات بألوان مختلفة.
يفتح معرض “ألوان مهاجرة” للفن التشكيلي أبوابه يومياً في العاصمة الألمانية برلين من الساعة 10:00 وحتى الساعة 17:00 (الخامسة مساءاً). العنوان: Kurfürstendamm 123, 10711 Berlin
تقرير: أحمد ياسين. صحفي سوري
خاص أبواب
اقرأ/ي أيضاً:
“معاً”.. معرض للفن التشكيلي في برلين
أرواح ملونة.. معرض فني مشترك في مركز “دارنا” للتراث الفلسطيني في برلين
“بيني وبينك / Zwischen mir und dir” .. معرض للفن التشكيلي في برلين