إعداد: ميساء سلامة فولف
في هذه الزاوية نعرّفُ القراء بشخصيات من المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ سنواتٍ طويلة، وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود الانتماء التقليدي، وحققوا نجاحات في مجالاتٍ عديدة، فاحتضنتهم هذه البلاد وصارت لهم وطناً.
السيدة علياء أتاسي
أصولها من “حمص” مدينة النكتة السورية، والتي باتت تعرف بحمص العدية منذ ارتفعت فيها الأصوات المطالبة بالحرية.
ولُدت أتاسي في ألمانيا وترعرَت في كنف دولة خليجية، حيث عاشت طفولتها مع أسرتها في المملكة العربية السعودية، وهناك درست حتى المرحلة الثانوية، قبل أن تنتقل الي العاصمة النمساوية للالتحاق بفرعي الإعلام والتربية في جامعة فيينا/ النمسا.
ومن جامعة فيينا أتمت البكالوريوس في علوم التربية، وحصلت على الماجستير في الإعلام، ثم في المرحلة الأخيرة من دراستها التحقت في فيينا بمعهد للتدريب الصحافي لمدة عام من الزمن.
عملت بعد انتهاء دراستها كمسؤولةٍ إعلامية في السفارة الكويتية في فيينا، كما عملت مراسلةً لتلفزيون الكويت، قبل أن تصبح صحفية مستقلة تعمل لمؤسسات عدة أبرزها صحيفة الحياة اللندنية، والأسوشييتد برس والتلفزيون النمساوي المحلي.
وبرز اسمها في تلك الفترة كمتخصصة في شؤون الملف النووي الإيراني، حيث قامت بتغطية كافة الاجتماعات المتعلقة به والتي كانت ومازالت تعقد في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقر الأمم المتحدة في فيينا.
أبدت علياء الأتاسي منذ صغرها، اهتماماً كبيراً بذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك انطلاقاً من ظروف شخصية، ونشطت في العمل الطوعي في هذا المجال ضمن مشاريع متنوعة تعني بشؤونهم، كما درست لمدة خمس سنوات لغة الإشارة الخاصة بالصم في النمسا.
منذ عشر سنوات انتقلت للعيش في برلين حيث بدأت العمل في القسم العربي بمؤسسة دويتشه فيلله الإعلامية، كما قدمت برنامجاً علمياً على قناة الجزيرة الفضائية بعنوان “عن كثب”. وفي برلين شاركت أيضاً بمشاريع عدة كان آخرها البرنامج الإذاعي الألماني العربي “سورمانيا”، الذي كان يعد بالتعاون بين دويتشلاند فونك كولتور وراديو سوريالي.
علياء أمٌ لثلاث فتيات، وتعتبر أن كلاً من الأمومة والثورة السورية كان حدثاً مفصلياً غيرّ الكثير في حياتها. وكغالبية السوريين في المغترب نشطت علياء منذ بداية الأحداث في سورية في مجالات دعم متفرقة، وتابعت أنشطتها مع وصول أعداد كبيرة من السوريين إلى ألمانيا بالقدر الذي تتيحه لها الالتزامات العائلية.
اقرأ أيضاً: