يقيم الأستاذ بسام طيبي في ألمانيا منذ أربعة عقود، وهو من أصول سورية، حيث عمل لسنوات طويلة كأستاذ للدراسات السياسية بجامعة غوتينغن.
في حواره مع دوتشي فيلليه، عبر طيبي عن رفضه لسياسة الأبواب المفتوحة للهجرة إلى ألمانيا، واعتبر أن المستشارة أنغيلا ميركل في تصريحها “سننجح في ذلك” لم تتبع منهجًا سياسيًا وإنما كان مجرد شعار فقط.
يقول طيبي “أنا مسلم” ومن الخصوصيات المهمة للإنسان في القرآن أن للإنسان عقل وينبغي أن يتعلم من خلاله. ميركل لا تتحدث بعقلانية، فهي تقول: “سننجح في ذلك”. مما جعلني أتساءل “في أي بلد أنا موجود؟ هناك عقلانية في وطني سوريا أكثر من ألمانيا”.
يرى طيبي أنه يتوجب على ميركل أن تعلم أنه هناك 65 مليون لاجئ في العالم، حسب إحصاءات الأمم المتحدة. أغلبيتهم في إفريقيا والشرق الأوسط ويريدون التوجه إلى أوروبا. لكن لا يمكن استقبالهم، قد أكون مستعدًا لقبول مليون أو ثلاثة ملايين. فالقضية ليست مرتبطة بالأخلاق بل بالسياسة. ولا يتم شرح السياسة من خلال الأخلاق.
السياسة هي النظرة الثاقبة في الأمور، لكن السيدة ميركل لا تولي ذلك أي اهتمام. وهي تقول أنه ليس هناك في الدستور الأساسي ما يسمح بتحديد عدد المرحبين بهم من بين اللاجئين. ليس هناك قوانين تنطلق من أرقام ونسب. في هذا الوضع أرى أنه يتم النظر إلي وكأني شخص غبي. عبارة “سننجح في ذلك” ليست هي الحل وهي تمثل فقط موقفا أخلاقيا.
ألا يجب عليك أن تكون مسرورا بالاستعداد الكبير للألمان باستقبال مواطني بلدك من دون تحديد عددهم؟
يجيب طيبي على هذا التساؤل بالقول: أنا إنسان عقلاني وليس فيلسوف أخلاقي. قبل أيام تعرفت على حوالي عشرة سوريين في ثلاث مجموعات، وتحدثت معهم. أعجبني اثنان منهم، في 18 من العمر، إنهما في مرحلة تعليمية و يودان التأهل لمهنة. هؤلاء يجب احترامهما. مثل هؤلاء السوريين أعانقهم وأرحب بهم.
ولكن “من بين الوافدين إسلاميون متطرفون“
وهؤلاء يريدون إقامة دولة دينية في ألمانيا. ويعتبرون أن: الأرض ملك لله وألمانيا أيضًا ملك لله. وقد قدم الإله ألمانيا لنا كهدية وسنطبق فيها القوانين الإلهية”. يؤكد طيبي أن ليس هذا هو الإسلام الذي تعلمه كدين تسامح في سوريا. فإذاً ليس هناك فئة سورية واحدة، هناك سوريين جيدون وهم شاكرون على وجودهم هنا وسيتعلمون وسينجحون. ولكن هناك إسلامويون يأتون إلى هنا أيضًا ويودون نشر أشياء لا يسمح بها الدستور.
الأجانب الذين يعيشون هنا منذ سنوات طويلة لديهم شعور بالقلق
العديد من اللاجئين يودون المجيء بالخصوص إلى ألمانيا و ليس إلى غيرها من الدول الأوروبية.لمعرفتهم أنه يمكن الحصول على سكن ومصاريف معيشية وغيرها من المساعدات. فإلى متى تستطيع ألمانيا القيام بذلك وتبقى الأمور هادئة. أغلبية أصدقائي أجانب: فرس وأفغان وأتراك. ونحن الأجانب الذين يعيشون هنا منذ سنوات طويلة لدينا شعور بالقلق والخوف، من أن يصبح المرحبون حاليًا في يوم ما نازيين جدد فيعود علينا ذلك بالشر.
ويستشهد طيبي على ذلك، بمقولة هيلموت بليسنر مؤلف أفضل كتاب عن ألمانيا “الدولة التي جاءت متأخرة”، ويقول فيه: ” ليس الألمان مستقرين داخليًا وهم يسقطون دائما في سحر التطرف”.
مخاطر قيام مجتمعات موازية في ألمانيا
يذكر طيبي المجتمعات الموازية في ألمانيا كالمجتمع اللبناني، حيث جاء آلاف اللبنانيين إبان الحرب التي استمرت 15 عامًا، ويذكر منهم أحد طلابه وهو الآن مستشار مهم لدى السلطات الألمانية، ويدافع عن الدستور الأساسي لألمانيا أكثر من العديدين من الألمان، وهو مثال جيد.
أما المثال السيئ فهو أن تجد في برلين لبنانيين يعيشون في مجتمعات موازية تنتشر فيها المخدرات والدعارة والجريمة، بشكل لا تتجرأ الشرطة البرلينية معه التحرك في مناطقها.