على مدار أكثر من ثلاث سنوات عملت ياسمين مرعي على تأسيس مبادرة “نساء من أجل مساحات مشتركة” بهدف بناء شبكة من النساء الناطقات بالعربية في أوساط اللجوء، ممن يمتلكن الثقة والمعرفة الكافيتين للمساهمة في الحياة السياسية والاجتماعية داخل المجتمعات المضيفة.
المبادرة التي بدأت بمشروع “أصوات نسائية في المنفى” القائم على صناعة ذاكرة نسائية بخصوص اللجوء وظروفه من وجهة نظر نسائية فردية، توسعت هذا العام ببرنامج “القيادات النسائية الشابة في أوساط اللجوء والهجرة” الذي يردف صناعة الذاكرة النسائية المفتوحة على كافة الأعمار فوق 18 عاماً، بمسار تدريبي تقني يركز على الفئة العمرية 18 – 35 عاماً، تقيمه المنظمة بالشراكة مع قسم الهجرة والاندماج في حكومة ولاية برلين، وبرلين موندياله، منظمة جسور وبمساهمة في الرعاية من مركز حرمون للدراسات المعاصرة.
عن فكرة مشروع القيادات النسائية الشابة، تقول مرعي إن مصطلح “اندماج” ضمن الإطار الألماني شديد الإشكالية، وإننا حين نقول إن الاندماج عملية ذات اتجاهين، بما يتطلب خطوة من الألمان باتجاهنا، فهذا يتطلب خلق مبادرات اجتماعية وسياسية نقول من خلالها ما نريد ونسمع صوتنا للآخر، وبالتالي نصبح قادرين\ات على المشاركة في صناعة القرار أي الانتقال من طور رد الفعل إلى الفعل.
اتبعت المنظمة سياسة الإعلان للتقدم للبرنامج، وتم قبول 20 شابة من المتقدمات لدورة أكتوبر 2020، إلا أن القرارات الأخيرة بخصوص الإجراءات الوقائية من جائحة كورونا اضطرت المنظمة لاستقبال 10 مشاركاتٍ فقط في هذه الدورة، وتم تقسيم العمل معهن على مدى عشرة أيام، وركز في دورته الأولى على حيي نويكولن وكرويتسبيرغ، وجرى في كنيسة اللجوء في كرويتسبيرغ.
يركز البرنامج على فهم المجتمع المدني من منظور جندري، وفهم الهويات والحريات، وينتقل إلى موضوع العدالة الاجتماعية، وآليات العمل الاجتماعي وفهم معنى القيادة والنجاح، والعمل على مبادئ بسيطة من التخطيط الاستراتيجي، وكيفية تفعيل كل هذا استثماراً على مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة ونشر قضايانا على أوسع ما يمكن.
وقد تمكنت المشاركات في البرنامج من تطوير آلياتهنّ المعرفية وإمكانياتهن بحسب مرعي، التي أضافت أن الخطة للخطوة التالية هي عقد لقاء يجمع جمهوراً عربياً وألمانياً تعرض فيه المشاركات نتيجة عملهن على قضايا محددة فيما يخص اللاجئين اخترنها ضمن مجموعات ويعملن عليها في الوقت الحالي، وذلك بهدف فتح النقاش أوسع ما يمكن حول هذه القضايا، وسينظم اللقاء عبر الإنترنت بسبب الجائحة.
توضح مرعي أن النتاج الأساسي للبرنامج إنما هو الخبرات والمعارف التي اكتسبتها المشاركات، وأن اللقاء سيكون خطوة لبحثٍ أولي في القضايا التي يعملن عليها وكيف سيتمكنّ عملياً من تطوير مشروع ما وإنجازه بشكل مستقل منفصل عن “نساء من أجل مساحات مشتركة”. مشيرة أن البرنامج سيتكرر في قطاعات مختلفة من برلين كل أربعة أشهر، وأنه سيتطور بشكل دائم حسب تقييم المشاركات واقتراحاتهن التي توليها المنظمة اعتباراً أساسياً في تطوير المشروع الذي تسعى مرعي لأن يكون مسنوداً على احتياجات المتدربات بعيداً عن أي قوالب جاهزة أو وجهات نظر مسبقة أو غير قابلة للتطوير.
خاص أبواب
اقرأ/ي أيضاً:
منظمة DaMigra: دعوة للنساء اللاجئات للمشاركة في “مشروع الشجاعة” في برلين
ضعف المشاركة السياسية عند النساء اللاجئات