كشفت صحيفة “بيلد أم زونتاغ” الصادرة اليوم الأحد، أن السوري أنس المعضماني صاحب صورة السيلفي الشهيرة مع المستشارة أنغيلا ميركل التي التقطت عام ٢٠١٥ لم يحصل على حق اللجوء، بل على حماية مؤقتة مدتها عام.
وقال معضماني للصحيفة إنه أراد أن يجري المقابلة مع مكتب الهجرة واللاجئين، التي جرت بعد ١٠ أشهر من اللقاء مع ميركل، باللغة الألمانية لكن الموظف المكلف بالبت بطلبه لم يرد ذلك، ثم قام برفض طلب لجوئه، ومنحه عوضاً عن إقامة مدتها ٣ سنوات وفق اتفاقية جنيف، عاماً واحداً كحماية مؤقتة يمكن تمديدها بعد ذلك، بحسب ما أفادت دير تلغراف. ويحرم الحاصل على الحماية المؤقتة من عدة مزايا يستفيد منها من حصل على حق اللجوء.
ونقلت الصحيفة عن “معضماني”، البالغ من العمر ١٩ عاماً القادم من ضاحية داريا قرب دمشق، قوله إن “ لقد رأيت الكثير من الدماء. لا أريد العودة لسوريا”.
وقال الشاب السوري، متحدثاً مع الصحيفة بألمانية فصيحة على الرغم من أنه يعيش منذ عام ونصف فقط في البلاد، إنه لم يكن يعرف ميركل في شهر أيلول \ سبتمبر 2015، عندما التقط السيلفي معها، لكنه أعتقد أنها شخصية ذات أهمية لأن الناس تجمهروا حولها.
وعندما التقط هاتفه ليأخذ صورة معها قال رجال الأمن “ دون صور “، فقالت المستشارة :” لا بأس بذلك”، ثم التقطت الصورة معه مبتسمة، ليتحول الشاب السوري إلى أشهر طالب لجوء في ألمانيا بعد ذلك بثلاث ساعات، بعد أن نشر الصحفيون صورتهما، ثم فجأة وصله ٢٠٠٠ طلب صداقة على فيسبوك، وتعرف عليه أصدقائه لدى مشاهدتهم الصورة، فعرف حينها أنها زعيمة ألمانيا.
ساعدت الصورة في تعرف أنس على العائلة الألمانية التي يقيم لديها
وقال السيدة “انكه”، البالغة من العمر ٤٠ عاماً، التي يعتبرها أنس “أمه الألمانية”، إنها اتخذت قرار استقباله منذ لقائهم الأول معه، معتبرةً أنه أصبح لديها إلى جانب ابنتها البالغة من العمر ٦ أعوام، ابن كبير في السن، كناية على ترحيبها بانتقاله للعيش معهم.
وإلى جانب عدم حصوله على حق اللجوء، شهد هذا العام حدثاً أخر نغص عليه حياته هو والأسرة التي كان يقيم لديها، حيث اتهمه البعض بأنه إرهابي، عاقدين المقارنة بين صورة السيلفي تلك وبين صورة أحد منفذي هجمات بروكسل، فتملكه الخوف، وقامت السيدة التي تستقبله بتقديم بلاغ لدى الشرطة خوفاً من أن يتعرف عليه أحدهم في الشارع ويقتله ضرباً، وتواصلت أيضاً مع وسائل الإعلام، لينجلي الأمر الآن.
وعلى الرغم من أن تلك الفترة كانت عصيبة على الأسرة الألمانية وعلى الشاب السوري، الذي يحلم بأن يصبح طياراً، لكنها قربتهم من بعضهم أكثر، لذا يرى أنس أن تلك الصورة بسرور قائلاً إن “أنغيلا ميركل غيرت حياتي”.
وعلى الرغم من ارتياحه في العيش مع الأسرة الألمانية، إلا أنه يفتقد لوالديه وأخوته الأربعة الذين بقيوا في دمشق، ويقول إنه يتمنى أن يرى ميركل مرة أخرى لكن هذه المرة مع عائلته السورية.
المصدر دير تلغراف.