أبواب – هامبورغ
نظّمت جمعية الكوميك الألمانية مطلع شهر آذار الماضي ورشة عمل لصحافة الكوميك، الورشة التي أقيمت في جامعة “Haw” في مدينة هامبورغ، بدعم من الوكالة الفدرالية للتعليم السياسي. وقد أشرف على هذه الورشة كل من: الصحافية الألمانية ليليان بيتان، والرسام الألماني زاشا هومر.
هدفت الورشة إلى جمع صحافيين محترفين مع رسامين محترفين مختصين بفن الكوميك، فجمعت الورشة اثني عشر صحفيًا وصحفيةً، مع اثني عشر رسامًا ورسامةً، تم فيها بناء فرق عمل، كل فريق يتألف من صحافي/ة ورسام/ة، وتنفيذ تحقيق صحفي، وإخراجه بطريقة القصة المصورة ولكن بشكل صحافي ومهني.
وتعتبر صحافة الكوميك أمرًا جديدًا على ألمانيا، إذ لم يكن يوجد من قبل أي نوع من الصحف التي تنشر تقارير الكوميك الصحافية، أو الصحف المتخصصة بالكوميك، أو حتى صحافيو كوميك أو ورشات عمل بذلك، لذلك فإن هذه الورشة تتخد أهميّتها من جدّتها ومرونة آلياتها والعمل على التجديد وإيجاد طرائق بديلة لعرض القصص الصحافية بطرق غير الطرق السائدة، والتوجه أيضًا إلى شريحة جديدة من قرّاء القراء بديناميكية مختلفة.
ضمت الورشة صحفيين وفنانين من أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، مقيمين في ألمانيا، وتركزت محاور التحقيقات على القصص المرتبطة بقضايا الهجرة في ألمانيا، وسيتم نشر التحقيقات والتقارير بلغات مختلفة مثل: “الألمانية، الإنكليزية، العربية والفرنسية”.
عن الورشة، وأجوائها، تحدثت المنسقة الإدارية، يوليا غوردون-ألمانيا، إلى أبواب: “لقد استمتعت بكوني مسؤولة عن تنسيق ورشة العمل، والتي كان المشاركون فيها مهتمين حقًا بأفكار بعضهم البعض، وكان الجو العام في الورشة مريحًا ومفعمًا بالتعاون، إلى جانب التركيز الشديد. وكانت النقاشات حول المشاريع المقدمة غنية ومفيدة. وعلى الرغم من أن الورشة استمرت أسبوعًا واحدًا فقط، فقد لفت نظري بأن كل من الصحفيين والرسامين قد استفادوا معمّقًا من الورشة، ومن العمل كفريق، ما يجعل الورشة خطوة إلى الأمام بالنسبة إلى الجميع.”
أما الزميلة أسماء العبيدي-تونس، فقالت عن تجربتها كصحفية في العمل مع رسام كوميك، وعن الورشة:
“ورشة صحافة الكوميك كانت بالنسبة إلي فرصة استثنائية، للعمل في جو مختلف نوعًا ما عن جو ورشات الصحافة العادية، أو الكلاسيكية التي نتعامل فيها فقط مع صحافيين أو محررين. العمل مع رسامي كوميك كان شيقًا جدًا، لكنه كان تحديًّا كبيرًا أيضًا، وهو تحدي كتابة نصوص للكوميك نفسه. إذ تعود الصحافي على كتابة تقارير جدية وقصص مليئة بالتفاصيل الإخبارية، لكن عند محاولة تحويل النص إلى قصة كرتونية، يجد الصحافي نفسه مطالبًا بتحوير كل النص وتطويعه لكي يستطيع رسام الكوميك تحويله إلى بضعة صور بسيطة، لا تحتاج كل التعقيدات التي يجد المرء نفسه مطالبًا بوضعها في تقريره أو قصته. كان هذا تحديًّا حقيقيًّا لتعلم كتابة نصوص موجهة للكوميك.
المواضيع كانت مهمة أيضًا، فالحديث عن الهجرة واللجوء فتح أمام الصحافيين المشاركين أبواب البحث عن قصص تعبر عن واقع ما، يعيشه الآلاف من القادمين الجدد إلى ألمانيا”.
من وجهة نظر الرسامين، فقد رأى الرسام مختار- سوريا أن:
“الورشة تجربة جديدة وممتعة، فأنا كرسام معتادٌ على رسم القصص المصورة، المبنية على الخيال، ولذلك كان العمل مع صحافيين، لا كتّاب قصص، وعلى تقارير وشخصيات واقعية، لا على شخصيات وقصص متخيلة، تجربةً غنية وجديدةً بالنسبة إلي.
أما من جهة العمل والاحتكاك مع رساميين من جنسيات مختلفة، وتجارب ومدارس متنوعة في فن الكوميك فقد كانت خبرة ممتازة، أضافت إلي، ولكل الرسامين المشاركين، الكثير من الأفكار والخبرات الجديدة”.
استمرت الورشة أسبوعًا كاملاً، وكانت نتيجتها إنجاز اثني عشر تحقيقًا صحفيًا، مرسومًا بطريقة الكوميك، ويتوقع أن يتم نشرهم في منتصف شهر أيار-مايو القادم على الموقع الرسمي للورشة.