عبد الرزاق حمدون*
في مؤتمره الصحفي قبل مواجهة برشلونة، لقطت عدسات الكاميرا ردّات فعل لم تألفها مسبقاً من الألماني يورغن كلوب، حالة من الإحباط واليأس والتفكير بالكثير من الأشياء حال دون ابتسامته المعهودة ومزاحه مع الصحفيين.
لا أحد يقف أمام الحظ هذه قاعدة لا يجب تخطيّها، فعندما يبتسم لك أنت ستخرج منتصراً ولو عاندك فلن تفيد محاولاتك وجهدك في إقناعه بأن يقف لجانبك، لكن علينا أن نقتنع بأن ما قدّمه كلوب في مواسمه بليفربول يستحق لقب على الأقل.
ثورة حمراء
يُعرف عن يورغن كلوب عند استلامه أي فريق يعبث به يفتعل ثورات كروية من الناحية الفكرية والنفسية والسوقية، مجنون الطباع والصفات والأفعال، ولكي تنافس في الدوري الممتاز عليك بترميم أخطائك التكتيكية وتدعيم الفريق بالصفقات، “أليسون- فان دايك- محمد صلاح- ماني- كيتا- فيرمينيو- فابينيو- روبيرتسون- أرنولد- شاكيري”، نجوم استطاعت مع كلوب أن تكتب تاريخاً جديداً في الريدز، أفضل لاعب في البريميرليغ لموسمين متتالين “صلاح- فان دايك”، وصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وخسارته من الريال ونصف نهائي حالي أمام برشلونة، والأبرز من كل ذلك المنافسة الشرسة مانشستر سيتي القوي على لقب الدوري الممتاز.
تاريخ جديد
استطاع كلوب في أربع مواسم أن يكتب اسمه في سجّلات القلعة الحمراء كأحد أفضل مدربي الريدز عبر التاريخ، فهو صاحب ثالث مدرب من ناحية الانتصارات في 116 انتصار من أصل 205 مباراة خاضها مع ليفربول، صاحب أطول سلسلة انتصار في ميدانه الأنفيلد برصيد 38 مباراة، وحالياً وصل لنقطته الـ 94 وهي نقاط كافية بأن يحقق بها لقب الدوري الانكليزي مع العلم أنه تبقى له مباراة أخيرة.
نجاحات كلوب في الميدان لم تتوقف على التكتيك والنتائج وإنما زادت من القيمة السوقية للاعبيه والتي وصلت إلى 855 مليون باوند بعدما كانت فقط 292 مليون.
بعد كل الأمور الإيجابية يحتاج كلوب لمعجزة أمام برشلونة ولمساعدة خصم منافسه في الدوري، وبين هذا وذاك ربما يخرج كلوب خالي الوفاض وينطبق عليه لقب المنحوس الثاني بعد الأرجنتيني هيكتور كوبر صاحب النهائيات السبع وبدون أي لقب.
*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
قرأ/ي أيضاً للكاتب: