أعلن النظام السوري اليوم الاثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني، وفاة وزير الخارجية وليد المعلم، الذي أيد بقوة حملة بشار الأسد الدموية على المحتجين السلميين التي أشعلت شرارة الصراع المستمر منذ نحو عشرة أعوام.
ولم ترد بعد تفاصيل عن سبب وفاة وليد المعلم لكنه يعاني منذ سنوات من مشكلات في القلب. وقال مصدر مقرب من النظلم السوري إن من المتوقع على نطاق واسع أن يخلف المعلم في المنصب نائبه فيصل المقداد.
وعُين المعلم (79 عاماً) وزيراً للخارجية في عام 2006 وشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء، وكان سفيراً لبلاده في الولايات المتحدة وشارك في مفاوضات مع إسرائيل في التسعينيات بشأن اتفاق سلام لكنها باءت بالفشل.
وقال النظام السوري في بيان إن المعلم توفي في الفجر وسيدفن اليوم الاثنين في دمشق. وشهد وليد المعلم تحول بلاده بدرجة أكبر نحو إيران وروسيا مما عزز حكم الأسد وسمح له باستعادة معظم الأراضي التي حررتها المعارضة.
ودافع المعلم الذي ينتمي إلى عائلة سنية من دمشق علناً عن الدور العسكري المتنامي لموسكو وإيران الشيعية، الذي حظي بتأييد وكلاء لها في سوريا، بينما وصفه العديد من المعارضين للأسد بأنه احتلال سبب تأجيج التوتر الطائفي في البلد الذي يغلب عليه السنة.
واندلع الصراع السوري قبل نحو عشرة أعوام بعدما بدأ الأسد في عام 2011 حملة وحشية على المحتجين الذين طالبوا بإنهاء حكم أسرته.
وقال المعلم في 2006 إنه على استعداد ليكون أحد جنود الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله. وأرسل حزب الله المدعوم من إيران في السنوات الأخيرة آلافاً من أعضائه للقتال إلى جانب قوات النظام السوري.
من هو وليد المعلم؟
شكّل المعلم خلال سنوات النزاع واجهة الأسد، واحتفظ بمنصبه رغم تغير الحكومات والوزراء. ولطالما كرر أن بشار الأسد “باق في منصبه” طالما الشعب يريده، وكان من بين أول من وصف المتظاهرين السلميين بـ”الإرهابيين”، ومن أشد منتقدي المقاتلين الأكراد لتلقيهم دعماً من واشنطن.
وفي 31 آب/أغسطس 2011، طالت عقوبات أمريكية المعلم، الذي قالت واشنطن إنه “يكرر لأزمة المؤامرة الدولية ويحاول إخفاء الأعمال الارهابية للنظام ونشر الأكاذيب”. ووصفه مسؤول أمريكي حينها بأنه “صلة الوصل بين دمشق وطهران”. وطالته عقوبات أوروبية في العام اللاحق احتجاجاً على قمع دمشق بالقوة للتظاهرات.
التحق وليد المعلم، وهو متزوج ولديه ثلاثة ابناء، بوزارة الخارجية السورية العام 1964 بعد سنة على تخرّجه من جامعة القاهرة بشهادة بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية. تنقّل في مهام دبلوماسية عدة خارج البلاد قبل تعيينه سفير دمشق لدى واشنطن بين العامين 1990 و1999.
المصدر: رويترز، أ ف ب
اقرأ/ي أيضاً:
سوريا: ما هي تأثيرات عقوبات قانون قيصر على الشعب وعلى النظام وحلفائه؟