أخبار ألمانيا: بعد “أعمال الشغب” خلال الاحتجاجات التي شهدتها ألمانيا ضد الاحتلال الإسرئيلي، أعلن وزير الداخلية الألماني “هورست زيهوفر” عن إجراءات صارمة لمواجهة جميع أشكال “معاداة السامية”. وقال زيهوفر لصحيفة “بيلد آم زونتاغ” الأحد 16 مايو/ أيار: “لن نتسامح مع حرق الأعلام الإسرائيلية على الأراضي الألمانية والهجوم على المؤسسات اليهودية”.
وأضاف الوزير الألماني: “من ينشر كراهية معادية للسامية، سيواجه أشد درجات صرامة سيادة القانون”، موضحاً أنه يجب ألا يعيش اليهود مرة أخرى في خوف في ألمانيا. وأكد زيهوفر: “ألمانيا يجب ألا تكون ملاذاً آمناً لإرهابيين. الأجهزة الأمنية يقظة تماماً وتقوم بكل شيء من أجل حماية الأشخاص في بلدهم”. وعرض الوزير الألماني المنتمي إلى الحزب الاجتماعي المسيحي على الشرطة في الولايات الألمانية كامل الدعم الشخصي والمادي.
اقرأ/ي أيضاً: حكومة ميركل تدعم “حق إسرائيل في الدفاع المشروع عن النفس في وجه هجمات” حماس
وفي ظل تصاعد حدة القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، نزل آلاف الأشخاص إلى شوارع المدن الألمانية يوم السبت للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين. وحصلت مواجهات مع الشرطة في العديد من المظاهرات. وبحسب الشرطة، فقد ضرب المتظاهرون ضباط الشرطة ورشقوهم بالحجارة والزجاجات في العاصمة برلين. كما تم إلقاء الألعاب النارية. فيما استخدمت الشرطة الرذاذ المسيل للدموع. وبحسب الشرطة، فقد حاولت فضّ المظاهرة، التي جرت في حي نويكولن البرليني، بسبب مخالفتها لقواعد التباعد الاجتماعي لمنع انتشار فيروس كورونا. وعندما لم يلتزم المتظاهرون بفض المظاهرة، قام عناصر الشرطة بالتدخل.
وفي مدينة مانهايم قام المتظاهرون برشق الشرطة بالحجارة بعد أن قامت الأخيرة بتفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين. وفي هذا السياق قال متحدث باسم الشرطة إن أربعة ضباط أصيبوا بجروح طفيفة. وخلال المظاهرة حاول رجل حرق العلم الإسرائيلي، ما دفع رجال الشرطة للتدخل واعتقال الرجل. وجرت خلال الأيام الماضية عدة مظاهرات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي في عدة مدن ألمانية، تم خلالها حرق الأعلام الإسرائيلية.
تصريحات بعض وزراء داخلية الولايات الألمانية
من جانب آخر يخشى وزير الداخلية في ولاية شمال الراين-وستفاليا “هربرت رويل” من تفاقم النزاعات إذا استمر العنف في الشرق الأوسط. وقال رويل في تصريح لصحيفة “فيلت أم زونتاغ” الأحد: “إننا نشهد بالفعل مستوى عالٍ من الانفعالات والتعبئة، خاصة بين الشباب من أصول عربية، وكذلك بين المتطرفين اليمينيين الأتراك”. وأضاف: “إن الأمر هنا لا يتعلق بتوجيه الانتقادات لإسرائيل، بقدر ما هو متعلق بمعاداة السامية بشكل واضح لدى هذه الفئة، وهو ما سنتابعه باستمرار بكل وسائل دولة القانون”.
اقرأ/ي أيضاً: رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يدين الاحتجاجات “المعادية للسامية”
أما وزير داخلية ولاية بادن فورتمبيرغ توماس ستروبل فقد قال لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” هو الآخر: “إذا تعارضت أي مظاهرة مع القانون، فسيتم حظرها أو تفريقها. وستتم محاكمة الجرائم الجنائية بشكل صارم ومستمر”. كما دعا نظيره في ولاية ساكسونيا السفلى بوريس بيستوريوس إلى مكافحة “معاداة السامية” بشكل أكثر شمولاً، وقال: “علينا أن نستثمر أكثر في الوقاية والتعليم لجميع المواطنين والمواطنات، بغض النظر عما إذا كانوا صغاراً أو مسنين أو أيا كان أصلهم”.
بدورها أكدت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي زاسكيا إسكين أن الشعارات المعادية لليهود وللسامية غير مقبولة على الإطلاق، خاصة فيما يتعلق بالتاريخ الألماني. وقالت إسكينز لصحف مجموعة فونك الإعلامية: “لا نسمح للمتعصبين اليمينيين أو المتدينين المتشددين بالتشكيك في إنجازات مجتمعنا المنفتح والمتنوع والحر”.
المصدر: آ ف ب، رويترز، د ب أ