بخسارته مدينة دير الزور السورية وقضاء القائم بالعراق الجمعة، يكون تنظيم داعش الإرهابي قد طرد من أكثر من 96% من الأراضي الشاسعة التي استولى عليها في البلدين قبل 3 أعوام تقريبا.
والجمعة، أعلن النظام السوري استعادة السيطرة على مدينة دير الزور شرقي البلاد، بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء العراقي، حيدر عبادي، النجاح في استعادة قضاء القائم غربي البلاد، آخر معقل حضري للتنظيم في العراق.
وبذلك يكون التنظيم الإرهابي قد تراجع ليقاتل في آخر جزء يسيطر عليه في سوريا، إضافة إلى مناطق صحراوية على الحدود العراقية – السورية.
أبرز المناطق العراقية والسورية التي خسرها التنظيم في الأشهر الست الماضية:
القائم
دحرت القوات العراقية داعش من القائم، على الطرف الغربي لمحافظة الأنبار على طول الحدود السورية.
وبدأت العمليات في القضاء مطلع الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الماضي، قبل أن تعلن بغداد الجمعة سيطرتها على كامل القضاء والمعبر الحدودي مع سوريا.
وكان معبر القائم في وادي نهر الفرات يستخدم من قبل داعش لنقل المقاتلين والإمدادات بين البلدين عندما كان يسيطر على ثلث الأراضي العراقية.
دير الزور
أعلن النظام السوري الجمعة استعادته بالكامل لدير الزور، حيث كانت قوات نظامية وعشرات الآلاف من المدنيين محاصرين من داعش لما يقرب من ثلاث سنوات.
ووصف العميد الركن علي ميهوب، ناطقاً باسم الجيش السوري، الانتصار بالاستراتيجي، مشيراً إلى موقع دير الزور على مفترق طرق يربط شرق وشمال ووسط سوريا، ودورها في توزيع نفط المحافظة.
وأضاف أن المسلحين باتوا الآن معزولين ومحاصرين في ريف شرق المدينة. وتتركز قوات النظام السوري في البوكمال، آخر المعاقل الحضرية لداعش في سوريا.
الرقة
سقطت عاصمة الأمر الواقع لداعش في أيدي قوات يقودها الأكراد يوم 17 أكتوبر الماضي، بعد أربعة أشهر من انطلاق عمليات استعادتها. وكانت المدينة مركز عمليات التنظيم، ومثلت استعادتها ضربة كبيرة.
عند سقوط الرقة في أيدي داعش تدفق عليها المقاتلون الأجانب. وقدر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أن 40 ألف مقاتل من أوروبا وشمال أفريقيا وآسيا تدفقوا على أراضي داعش.
وقام التنظيم بعمليات قطع رؤوس وغيرها من أشكال الإعدام في ساحات عامة في الرقة لإرهاب المواطنين. كما كانت المدينة المركز الإعلامي للتنظيم، حيث أنتجت تسجيلات مصورة عن مزايا العيش تحت قيادة داعش.
كذلك تم في المدينة التخطيط لعمليات إرهابية في أوروبا، ومنها هجمات باريس الدامية في 2015، وفي بروكسل في 2016.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن وتضم فصائل كردية وعربية، في الشهر الماضي، النصر في الرقة، وذلك بعد شهور من القتال بمساعدة التحالف الدولي.
الميادين
في الرابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، أعلن النظام السوري أن قواته وقوات حليفة سيطرت على بلدة الميادين الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات.
وكانت البلدة ملجأ لقادة التنظيم المتطرف الفارين من القتال في الرقة ودير الزور إلى الشمال والعراق إلى الشرق.
كما كانت الميادين نقطة رئيسية في السباق من أجل السيطرة على محافظة دير الزور الغنية بالنفط.
وكانت واشنطن تخشى أن يؤدي تقدم القوات السورية والمقاتلين المتحالفين معها نحو الحدود العراقية إلى مساعدة إيران في توسيع نطاق نفوذها بالمنطقة.
وتدعم إيران ميليشيات تقاتل إلى جانب الجيش السوري.
وكان النظام السوري يخشى أن تصل قوات تدعمها الولايات المتحدة إلى الميادين أولاً، ولكن المسلحين تراجعوا قبل أيام من بدء المعركة واختفوا في الصحراء.
الحويجة
استغرق تحرير الحويجة عشرين يوماً، ما حرم تنظيم الدولة من آخر منطقة حضرية كانت بقبضته في العراق.
وقاتلت القوات العراقية إلى جانب البشمركة الكردية لاستعادة المدينة الواقعة في محافظة كركوك الغنية بالنفط في العاشر من أكتوبر الماضي. واستسلم مئات من مقاتلي التنظيم للقوات الكردية.
كما أدى سقوط المدينة إلى إقصاء عنصر الوحدة بين البشمركة والجيش العراقي والشرطة الاتحادية وميليشيات الحشد الشعبي. وفتح المجال لتوترات بين الحلفاء السابقين.
تلعفر
حررت قوات عراقية يدعمها التحالف مدينة تلعفر في الثلاثين من أغسطس الفائت، ما وضع حداً لوجود التنظيم شمالي العراق.
وسلم آلاف من مقاتلي التنظيم وأسرهم أنفسهم إلى قوات عراقية وكردية بمجرد سقوط المدينة، في أول واقعة استسلام جماعي لمقاتلي داعش في أعقاب انتصار عسكري.
وبخلاف المعركة التي استمرت تسعة أشهر في الموصل، كان الانتصار العسكري السريع في تلعفر أول دلالة على أن الخسائر الميدانية أضعفت التنظيم المتطرف كقوة عسكرية تقليدية، وفقاً للتحالف.
الموصل
أعلنت القوات العراقية انتصارها في الموصل في 10 يوليو. وبينما استمرت الاشتباكات بين مجموعات صغيرة من مقاتلي التنظيم في الأنفاق تحت المدينة القديمة لأسابيع بعدها، إلا أن خسارة الموصل قصمت بشكل فعّال ظهر التنظيم.
وكانت الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، مركزاً لاجتماعات قيادة داعش.
وكانت أكبر مدينة تحت سيطرة المسلحين، كما كانت موقعاً هاماً لمنشآت تفخيخ السيارات وتصنيع المتفجرات الصغيرة وقذائف الهاون. واستخدم المسلحون المدنيين كدروع لمنع استهداف مصانع الأسلحة بالغارات الجوية للتحالف.
وكان الكفاح من أجل الموصل طويلاً ومكلفاً، وأسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين وقوات الأمن العراقية. واستغل مقاتلو التنظيم سنوات من السيطرة الصارمة على المدينة لبناء الدفاعات التي أطالت أمد المعركة وتسببت في الموت والدمار على نطاق واسع.
المناطق التي لاتزال بقبضة داعش
مدينة البوكمال السورية هي آخر مركز حضري رئيسي في يد داعش.
كما ينتشر التنظيم على طول الحدود السورية العراقية في قرى محافظتي الحسكة ودير الزور شرقي سوريا.
وهناك أيضا خلايا صغيرة للتنظيم في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين في العراق، حيث تفتقر الحكومة المركزية إلى وجود سيطرة قوية منذ سنوات.
على طول هذا الخط الرفيع على الحدود بين البلدين، لا يزال للمسلحين تواجد في منطقة تقع غرب نهر الفرات باتجاه الصحراء السورية بين محافظتي دير الزور وحمص. وهناك أيضا وجود صغير للتنظيم بالقرب من دمشق.
وقال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إن عدداً قليلاً من قادة التنظيم “يحاول تعزيز التمرد المحلي” في أفريقيا وآسيا في الوقت الذي يخسرون فيه أراضٍ في العراق وسوريا.
اقرأ أيضاً:
هل سيكون مستقبل أبناء داعش مثل آبائهم؟
المادة منقولة عن سكاي نيوز