أعرب وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر عن اعتقاده بأن رد اللاجئين من عند الحدود الألمانية ضروري من أجل صد القوى السياسية اليمينية. كما وصف الخلاف بين حزبه وحزب ميركل بأنه “خطير”
وصف وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر الأحد (17 يونيو/ حزيران 2018) الخلاف بين حزبه الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري الذي يتزعمه وبين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأنه خطير، لكنه قال إنه يمكن تجاوزه في دلالة على أنه قد يقدم تنازلات لتجنب تعرض الائتلاف الألماني لأزمة كبيرة.
ويقرر الحزب غداً الاثنين ما إذا كان سيبدأ تنفيذ خطة أعدها زيهوفر لرفض المهاجرين المسجلين بالفعل في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي. تعارض ميركل أي تحرك أحادي الجانب لأن من شأنه تغيير سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها عام 2015 وتقويض سلطتها.
وقد يهدد الانقسام ائتلافها الحاكم الذي لم يمض على تشكيله أكثر من ثلاثة أشهر، ويوجه ضربة أيضاً لنظام الحدود المفتوحة بين دول الاتحاد المعروف باسم (شينغن) في وقت تتزايد فيه الانقسامات داخل الاتحاد.
وكتب زيهوفر في مقال لصحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ نُشر اليوم الأحد: “تماسك أوروبا في خطر وكذلك تماسك ألمانيا. الوضع خطير ولكن يمكن التغلب عليه”. وقال مجدداً إنه يرغب في الحصول على الحق في رفض قبول اللاجئين في ألمانيا لكنه شدد أيضاً على رغبته في إيجاد حل أوروبي.
وأضاف الوزير الألماني: “من الضروري أن تتوصل قمة الاتحاد الأوروبي في نهاية يونيو/ حزيران إلى اتفاقيات تعترف بالعبء الذي تتحمله ألمانيا فيما يتعلق بسياسة الهجرة”. وتابع قائلاً إن “الاتحاد الأوروبي يجب أن يضمن حماية الحدود الخارجية للاتحاد وكذلك التوزيع العادل للأشخاص الذين يسمح لهم بالبقاء وسرعة عودة الذين ليس لهم ذلك الحق”.
وأعرب زيهوفر، عن اعتقاده بأن رد اللاجئين من عند الحدود الألمانية، ضروري، من أجل صد القوى السياسية اليمينية، موضحاً أن “فقدان السيطرة.. أدى إلى تعزيز القوى الشعبوية في ألمانيا وفي أوروبا”.
وتابع الرئيس السابق لحكومة ولاية بافاريا: “لذلك يتعين على القيادة السياسية في ألمانيا وفي أوروبا أن تجعل المواطنين يقتنعوا أنه نستطيع أن نتحكم في الهجرة، وأن لدينا سيطرة على الأحداث وأن على المواطنين ألا يقلقوا وأن بإمكانهم أن يعيشوا حياتهم”.
وكانت صحيفة بيلد ذكرت في وقت سابق نقلاً عن مصادر لم تسمها من قيادة حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي أن الحزب سيمهل ميركل أسبوعين حتى قمة الاتحاد الأوروبي المقررة يومي 28 و29 يونيو/ حزيران لتقديم حل أوروبي بشأن سياسة الهجرة قبل المضي قدماً في تنفيذ خطته التي تمثل تحدياً لميركل.
وقالت إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق أوروبي مقنع فستبدأ الشرطة الألمانية في إعادة اللاجئين المسجلين بالفعل في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي رغم أن الأمين العام للحزب ماركوس بلومه قال إن التقرير مضلل وإنه “لا توجد اتفاقيات في أي اتجاه”.
وإذا قرر زيهوفر المضي قدماً في خططه غداً وتحدي ميركل فمن المؤكد أن تقيله. وهناك حديث أيضاً عن احتمال انهيار التحالف البرلماني المحافظ والمستمر منذ 70 عاماً بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي. وبدون الاتحاد الاجتماعي المسيحي سيفقد ائتلاف ميركل الذي يضم أيضاً الحزب الديمقراطي الاشتراكي أغلبيته البرلمانية. وفي حين ترحب ميركل بتأجيل الأزمة في ائتلافها، فإنها تواجه أيضاً ضغطاً شديداً للتوصل إلى اتفاق مع شركاء أوروبيين منقسمين بالفعل إلى حد بعيد.
وتصدر ملف اللاجئين والهجرة المشهد الأسبوع الماضي مع رفض الحكومة الإيطالية الجديدة السماح لسفينة إنقاذ على متنها مئات المهاجرين بالرسو في موانئها. ووصلت السفينة إلى إسبانيا الأحد. وقالت ميركل الأسبوع الماضي إنها تحتاج إلى أسبوعين للتوصل إلى اتفاقات ثنائية بشأن اللاجئين مع شركاء لها مثل إيطاليا واليونان على غرار الاتفاق المبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي عام 2016.
المصدر: دويتشه فيله – ي.ب/ ع.غ (رويترز، د ب أ)
اقرأ أيضاً: