تم استهداف الإعلامي هادي العبدالله وصديقه خالد عيسى يوم الخميس 16 حزيران بعبوة ناسفة في المبنى الذي كانا فيه في حي الشعار في حلب
وكان الإعلاميان قد أصيبا منذ أيام إثر سقوط براميل متفجرة على منطقة جسر الحج في حلب أثناء تواجدهما هناك لتوثيق مجازر الأسد .
هادي العبدالله الثائر الجميل طيب القلب من مواليد مدينة القصير في ريف حمص، يبلغ من العمرتسعةً وعشرين عامًا، كان قد درس التمريض في جامعة تشرين وعمل فيها معيداً في مدينة حماة قبل اندلاع الثورة السورية بفترة قصيرة. ثم تغيرت حياته بشكلٍ جذريٍ بعدها حيث شارك في التظاهرات ومن ثم ساعد بحكم اختصاصه في العمل في المشافي الميدانية.
حين يكون الإعلامي مشروع شهيد
بدأت تجربته في العمل الإعلامي مع بداية الثورة فكان ينقل أخبار مجازر النظام في حمص وريفها متخفيًا في البداية خوفًا على عائلته ريثما تمكن من تأمين خروجها من سوريا. كان صوته المتألم مع كل ما يحدث حوله من موت قادرًا على نقل الحدث بفصاحةٍ وصدقٍ دون أن ينزلق في الشتائم والانفعال أو في التحليلات السياسية. ومصرًا على توجيه النداء إلى المنظمات الإنسانية لإنقاذ أطفال ونساء حمص من إجرام النظام.
استمر عمله الإعلامي على الأرض متنقلاً بين المناطق الساخنة في سوريا حيث كان شاهدًا على التدمير الممنهج لمدينة حلب مؤخرًا يوثق المعارك والقصف والضحايا، ويصور الطائرات وهي تلقي براميلها على المدنيين الذين سيتحولون إلى ضحايا وقد يكون هو أحدهم. لكن ذلك لم يجعله يبتعد بل في كل مرة يتغلب على الخوف ليسير بين الضحايا ويصور خسائرهم وليبقى مع من بقي.
وجود هادي وسط مجزرة مستمرة جعله معرضًا للموت وناجياً منه في كل مرة مع سقوط رفاقه من حوله. يستعيد لحظة الموت التي اقتربت منه في بستان القصر قائلاً “لم أعد أخشى شيئاً، فخلال خمس سنوات جرى استهدافي عشرات المرات واقترب مني الموت مراراً، أسير في عهد قطعته بأن أكرس نفسي للثورة”.
تمكن هادي العبدالله من الحفاظ على صلة جيدة مع المعارضين ومع أغلب الفصائل المقاتلة باستثناء داعش التي تكفره وتهدده وعائلته.
في حين تذبذبت علاقته مع “جبهة النصرة” حتى تبدلت تمامًا بعد أن اعتقلته وصديقه الناشط رائد فارس. لا يصف نفسه عقائدياً لا بالعلماني ولا الاسلامي، “انا ثوري الفكر وكفى”.
بقي مصرًا على حريته
رفض العبدالله عروض عملٍ من محطات عربية كبرى ليبقى صوته حرًا و مستقلاً، كما رفض عروض جهاتٍ كثيرة بالمساعدة لأنها كانت تطلب بالمقابل تنفيذ أجنداتها مؤكداً أن “الائتلاف ومن لفّ لفيفه لم يساعدني بشيء… هم في وادٍ والثورة هنا على الأرض”.
“تساعدني فكرة ان روحي ليستْ أغلى من أرواح المساكين الذين يسقطون يومياً…وتقلقني فكرة ألا يبقى من يخبر عن موتنا”.
هادي وخالد كونا بخير.