عبد الرزاق حمدون*
جملة مشهورة يرددها جماهير برشلونة: “ لم نستغل فترة تواجد ميسي بالشكل الأمثل”، جملة لا يُقصد بها الأجواء المحلّية ، بل غصّة الأبطال التي لا تزال عالقة وتبقى تلك الجملة أكثر تعبيراً.
الانكليزي غاري لينكر نشر صورة على حسابه على الانستغرام تخص إحصائيات الدوري الإسباني لهذا العام، وعلّق عليها “ماذا عن الاعتراضات والتصدّيات”، نوع من المزاح مع نجم برشلونة الذي فاقت سطوته المحلّية الألقاب الجماعية لتصبح ليغا ميسي بامتياز دون منازع، ولقب برشلونة المكرر في السنوات الأخيرة.
اكتساح الرقم 10 محلّياً اصطدم مرتين بدوري أبطال أوروبا، الكأس التي وعد بها ميسي جماهيره بداية هذا الموسم على أن يأتي بها مع رفاقه إلى الكامب نو والاحتفال بها للمرة السادسة بتاريخ النادي، لكن فضيحة روما وبعدها ليفربول وضعتنا أمام أمثلة واقعية لنشعر بكمية خيانات داخل النادي الكتالوني.
_ بين انريكي وفالفيردي خيانة المبادئ
في برشلونة يتعلم اللاعب أساسيات العمل الجماعي منذ دخوله الأكاديمية، البناء على أساس منظومة كاملة والجميع يخدمها، توزيع المهام مع خلق نوعٍ من الامتيازات للمواهب وتهيئة عناصر خاصة لخدمتها، تماماً في حالة ميسي مع تشافي وانييستا، لكن الجميع ضمن المنظومة لا أحد يتعدّى عليها، النتيجة كانت أداء رائع وألقاب كثيرة.
يقول يوهان: “أن برشلونة أصبح أكثر فردية وذلك سيضر الفريق لاحقاً”، كلام الراحل الهولندي كان تحديداً في فترة تواجد نيمار بجانب ميسي وسواريز، ابتعاد النادي عن مبادئه نوّه إليها كرويف لكن الألقاب المحلية أغفلت كل شيء، ليتحوّل الفريق مع فالفيردي إلى ميسي فقط والأرقام المحلّية دليل على ذلك.
_ خيانة ميسي والرفاق
ما يصيب مشجع برشلونة بالخيبة هو شعور الجميع بالوضع السيء إلا المعنيين به، اللاعبون أنفسهم راضيون على واقعهم الحالي، ميسي بهيئة المُلهم والمنقذ البعيد عن شخصية القائد، والجميع في خدمته، واقع فرضته حالة الفريق مؤخراً ووافق عليه اللاعبون لدرجة أنهم بصف المدرب فالفيردي، وتناسوا أوجاع روما وليفربول أوروبياً، وتناسوا أيضاً أن ثلاثية “نيمار وميسي وسواريز” هي من جاءت بخماسية انريكي فقط.
بالعودة إلى صورة الإحصائيات، سوف يتسائل مشجع النادي: “هل أفرح أم أحزن؟”، “هل كانت خيانة مقصودة؟”، ويبقى السؤال الأبرز: “كيف سيكون حالنا بعده؟”.
*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاً: