عبد الرزاق حمدون*
كما كان منتظراً، فقد حضر البرتغالي مورينيو بشكلٍ مميز لمواجهة توتنهام ، لأنه يعلم أنها طوق نجاته أمام الجميع، لكن الطوق بدا كالقشة التي لم تنقذ الغريق.
تحضير مورينيو هذه المرّة كان مفاجئاً بعض الشيء، فهو يعلم أنّ أي نتيجة غير الفوز ستعجّل بخروجه من الأولد ترافورد، ليباغت خصمه بوكتينيو بطريقة لعب جديدة على المدرب البرتغالي، أسلوب هجومي لم تألفه جماهير الفريق في مثل هذه المواعيد، لتكون عاقبة هذه المجاذفة الخسارة أمام توتنهام بنتيجة 3-0.
في بداية المباراة فرض لاعبو اليونايتد أسلوبهم على أرضية الميدان، بتواجد أربعة لاعبي وسط “بوغبا- هيريرا- ماتيتش- فريد” بغاية خلق نوع من التوازن الهجومي الدفاعي وكسب معركة وسط الميدان في نقطة الاستحواذ، ليسيطر فريق مورينيو على الكرة بنسبة 53% مقابل 47% للسبيرز في الشوط الأول. عشوائية أشبال مورينيو بدت واضحة بانعدام الدقة في إنهاء الهجمات، حيث سدد الفريق خلال الشوط الأول في 10 مناسبات كانت 2 منها فقط على مرمى لوريس.
استمر لاعبو اليونايتد بنزيف الفرص في الحصة الثانية، ليصبح التشتت الهجومي والارتباك في منطقة توتنهام عنواناً لهذه الحصة، والمحصلة 23 تسديدة منها 5 فقط بين الخشبات، وعندما تكون أنت المبادر في أحداث المباراة وبأسلوب مليء بالعشوائية ستزيد أخطاءك كثيراً.
خلال 90 دقيقة، خسر لاعبو اليونايتد الكرة 19 مرّة منها ” 4 فريد- 3 لوكاكو- 3 بوغبا”، مقابل خسارة لاعبي توتنهام للكرة في 6 مناسبات فقط.
بالعودة لمباراة الذهاب من الموسم الماضي وبأسماء قريبة لكلا الفريقان، حقق اليونايتد الفوز بهدف وحيد حمل توقيع الفرنسي مارسيال، بطريقة لعب شاهدناها كثيراً للفريق العام الماضي بالاعتماد على لوكاكو كنقطة بناء للهجمة وتحويل الكرة للمنطلق بين الخطوط مارسيال. أما مجريات تلك المباراة فكانت معاكسة لما شاهدناه في مواجهة هذا العام فقد كان توتنهام الأكثر استحواذاً وتهديداً بـ 13 تسديدة مقابل 11 لليونايتد، وفي نقطة الأخطاء كان الوضع يميل لكفّة لاعبي اليونايتد، الذين لم يفقدوا الكرة سوى 4 مرات خلال 90 دقيقة.
استطاع مورينيو خلق أسلوب جديد لفريقه لكنه افتقد للكثير من الجودة والدقة اللازمتين لهذا الفكر، أبرزها في الشق الهجومي، ليقدم وجبة من العشوائية الهجومية كسب فيها احترام الجميع بالرغم من خسارته الثقيلة 3-0.
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا