مع تفشي فيروس كورونا ارتفعت معدلات البطالة في ألمانيا وأوروبا عموماً، بشكلٍ غير مسبوق. ففي ألمانيا سجلت نسبة البطالة ارتفاعاً شهرياً لم تصله منذ نحو ثلاثين عاماً.
أعلنت وكالة العمل الاتحادية في ألمانيا اليوم الخميس (30 نيسان/أبريل)، أن أزمة تفشي فيروس كورونا تسببت في ارتفاع نسبة البطالة في ألمانيا بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى تقلص أوقات دوام ملايين الأشخاص إلى مستوى قياسي لم يحدث من قبل.
وأوضحت الوكالة أن عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا ارتفع بنسبة 13,2 بالمئة في نيسان/أبريل الجاري بسبب وباء كوفيد-19، وذلك في أكبر زيادة خلال شهر منذ 1991، حسبما أكدت وزارة العمل أيضاً.
وسجلت وكالة التوظيف 308 آلاف عاطل عن العمل جدد بالمقارنة مع معطيات الشهر السابق، ليرتفع بذلك عدد العاطلين عن العمل إلى مليونين و644 ألف شخص، ومعدل البطالة إلى 5,8 بالمئة.
وأضافت الوكالة أن مجموع العاملين الذين تم تقليص أوقات دوامهم وصل إلى 1,10 مليون شخص، وهو ما يتجاوز إلى حد بعيد كل توقعات الخبراء الاقتصاديين الذين توقعوا أن يتراوح العدد بين ثلاثة إلى سبعة ملايين شخص.
سجل سابق في ارتفاع نسبة البطالة في ألمانيا عام 2009
وكانت آخر مرة سجلت فيها الوكالة رقماً قياسياً شهرياً لأعداد العاملين الذين تقلصت أوقات دوامهم، في أيار/مايو 2009 إبان الأزمة المالية، عندما وصل عددهم آنذاك إلى 44,1 مليون شخص، فيما وصل إجمالي عددهم إلى 3,3 مليون شخص عن مجمل ذلك العام.
يذكر أن تقليص أوقات الدوام هو وسيلة تتيح حماية العاملين من الفصل وفي نفس الوقت يحصلون من خلالها على مساعدات من الحكومة.
في الوقت نفسه، تراجع الطلب على العمالة بالتوازي مع ارتفاع البطالة وفي ظل الارتفاع القياسي في أعداد العاملين الذين تقلصت أوقات دوامهم، حيث بلغ عدد الوظائف الشاغرة التي تم تسجيلها لدى الوكالة في نيسان/أبريل الجاري 626 ألف وظيفة بتراجع بمقدار 169 ألف وظيفة بالمقارنة مع الشهر من العام الماضي، وفي حال أخذ العوامل الموسمية في الاعتبار، فإن مقدار التراجع في هذه الوظائف الشاغرة سيبلغ 66 ألف وظيفة.
انكماش اقتصاد منطقة اليورو
إن ارتفاع نسبة البطالة في ألمانيا ليس الحالة الأوروبية الوحيدة، حيث أظهرت بيانات نشرت اليوم الخميس انكماش اقتصاد منطقة اليورو بمعدل قياسي فاق التوقعات في الأشهر الثلاثة الأولى من العام وتباطؤ التضخم تباطؤا حادا مع توقف جانب كبير من النشاط الاقتصادي في مارس آذار بسبب جائحة كوفيد-19.
وبحسب تقدير أولي من مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي “يوروستات”، تراجع الناتج الاقتصادي للتسع عشرة دولة المشتركة في اليورو 3.8 بالمئة بين يناير كانون الثاني ومارس آذار مقارنة مع الأشهر الثلاثة السابقة، في أشد تراجع ربع سنوي منذ بدء سلسلة البيانات الحالية في 1995. وقال مكتب الإحصاءات إن معدل التضخم في منطقة اليورو ارتفع إلى 7.4 بالمئة في مارس آذار من 7.3 بالمئة في فبراير شباط.
وتتوقع المفوضية الأوروبية تباطؤ الاقتصاد بنسبة تتراوح بين 5 و 10% في الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة فيروس كورونا، التي تسببت في إغلاق المصانع والمطاعم والمحال التجارية في أنحاء القارة.
كما وأدت أزمة كورونا إلى ارتفاع نسبة البطالة في الاتحاد الأوروبي ككل، فقد أعلنت وكالة ” يوروستات” ارتفاع معدل البطالة إلى 4,7% في آذار/مارس الماضي، بارتفاع بواقع 1,0 نقطة مئوية مقارنة بشهر شباط/فبراير الماضي.
المصدر. دويتشي فيلليه – رويترز
اقرأ/ي أيضاً:
الاقتصاد الألماني في مهب جائحة كورونا.. إلى أين؟
حوالي 25 مليون شخص حول العالم مهددون بخسارة وظائفهم بسبب وباء كورونا
ماهي نسبة البطالة وكم من العاملين في قطاع الخدمات؟ عشر حقائق عن سوق العمل في ألمانيا
الحكومة الألمانية تقر برنامجاً جديداً للمساعدات الاقتصادية بقيمة 10 مليارات يورو